[الزمزوم]

’الفوتوشوب’ و’بازل الصور’..بين مقص ’العربية’ وتسويق جعجع

"فوتوشوب" و"بازل صور" من الارشيف، تظهر جوانب إنسانية، مطعّمة ببراءة الطفولة "المهدورة"، النتيجة صور خادعة، ومشاهد مزيفة، تلك هي عدة شغل الفبركة والتزوير، لزوم الحملات الاعلامية، على قناة "العربية" ومثيلاتها، والتي تطالعنا بها بين الحين والآخر في سياق توجيه سهامها على الحكومة السورية أو حزب الله، من اجل دولارات "مملكة الرمال".

آخر الحملات التي يجري تسويقها بقوة على مواقع التواصل الاجتماعي تحمل هاشتاغ "# حصار مضايا"، وتقودها قنوات داعمة للارهابيين في سوريا، تندرج في سياق الكذب المبرمج لتشويه الحقائق، بغية كسب الرأي العام، والتأثير على المنظمات الحقوقية والدولية زوراً لحثها على التحرك.

الباحث لا يحتاج الى تكبّد العناء لتبيان الحقائق. بضع نقرات على خانة الصور في "غوغل"، وسرعان ما ستظهر الصور ذاتها "المتلاعب بها" والتي يتم نشرها هذه الايام على مواقع "العربية" و"فايسبوك" و"تويتر"، انها صور تستخدم من قبل "غوبلز العربية" في كل حملة عن "الجوع" أو "الحصار" في سوريا، فهي استخدمت في غوطة دمشق واليرموك ودير الزور سابقًا، وبعضها يعود لاطفال في اليمن أو العراق وفلسطين، واليوم تستعاد تلك الصور من ارشيف "غوغل" ليعاد استخدامها في حملة بعنوان "أنقذوا مضايا"، ضمن سياسة اعلامية تحاول تحريف الحقيقة وتصوير الامور وكأن المجاعة تجتاح البلدة التي يقطنها 40 ألف كما تدعي الوسائل المروجّة للحملة.

صورة نشرتها قناة "العربية" على اساس انها لمجاعة الاطفال في مضايا ليظهر ان
الصورة نفسها نشرت على احدى حسابات المجموعات المسلحة على "الفايسبوك" سابقا على انها في معظمية الشام

الحملات التي لم تنطل على المتابعين والمواكبين، وسرعان ما انكشف زيفها امامهم، يبدو انها انطلت على بعض السياسيين الذين انساقوا للتسويق لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما أوقعهم في شر اعمالهم، وانقلب السحر عليهم. فبدت خفتهم في التعامل مع قضايا انسانية حساسة، ومحاولة تسييسها لخدمة مآربهم. وهو ما يطرح تساؤلات ومنها كيف يعقل أن يروج "زعيم" سياسي لبناني (الصورة أدناه) لصورة مفبركة ولا تحوز أي مصداقية؟ هل هي "الغشاوة" السياسية، حالت دون انقشاع الحقيقة أمامه، أم هي المزايدة والكيدية السياسية، ربما هذه أو تلك..وربما إن اردنا أن نحسن الظن به، فهو لم يقم بالتدقيق بالصور في سبيل نيل رضى صبية بني سعود.. لكن بالتأكيد لم ينشر جعجع تلك الصور لحسابات انسانية بحتة، أو لأن قلبه الصغير وحسه الانساني لم يعد يحتمل، لأن براءة الطفولة لا يمكن تجزئتها بين فلسطين محمد الدرة والعراق واليمن وسوريا، وغيرها، إلا من قبل من يستسهل استخدام صور الدم والجوع والحصار وقتل الاطفال في حملاته الاعلامية لخدمة مشروعه ورؤيته السياسية.

اربع صور من خمس نشرها جعجع على "تويتر" على اساس ان يؤكد "المجاعة" في مضايا ليظهر بالصورة
انها استخدمت سابقا في اليرموك او الغوطة ودير الزور والمعظمية وبنفس الشعار

احدى الصور التي نشرها جعجع على "تويتر" ويظهر استخدامها في ثلاث مواقع واماكن مختلفة بتواريخ بين 2013 و2014

احدى الصور التي نشرها جعجع على "تويتر" ويظهر استخدامها سابقا بتواريخ مختلفة في الغوطة والمعظمية

صورة نشرها جعجع على "تويتر" على اساس انها من مضايا يتبين بوضوح انها نشرت في حزيران 2015
على احدى حسابات فايسبوك على انها من الغوطة