منقول من يوميه الخبر. حسب الدراسه التي قامت
بها النقابة الوطنية المستقلة لمستخدمي الإدارة العمومية “سناباب”، التي أشارت إلى أن الأجر الأدنى الحيوي الضروري لعائلة من 5 أفراد يجب ألا يقل عن 62734.42 دينار شهريا.
حسب الدراسة التي تحوز “الخبر” نسخة منها، فقد تبين أن التغذية تسجل المحور الأساسي لمجموع المصاريف التي تنفقها العائلة الجزائرية، يليها النفقات الخاصة بالسكن واللباس والصحة، ويقابل كل هذا عجز أغلب الجزائريين عن تحقيق جميع المطالب المذكورة دون عناء. وفي حال تحقيق إحداها، تضيف الدراسة، فإنه حتما سيحرم الفرد من حقه في التسلية أو في قضاء عطلة مريحة.
وتنبه الدراسة ذاتها إلى أن أغلب الجزائريين مغلوب على أمرهم في مواجهة هذه الوضعية، في ظل النظام الاقتصادي الذي فرض عليهم، في حين نجد فئة صغيرة تسيطر على كل الخيارات في ظل تفشي الرشوة المالية التي يعيشها المجتمع الجزائري منذ عشرات السنين. ورغم أن بعض النقابات المستقلة قد تمكنت من افتكاك بعض المطالب، يضيف المصدر، فإن المطلوب حاليا مواصلة النضال من أجل فرض بدائل اقتصادية أخرى. وبلغة حسابية، بينت الدراسة أنه رغم إلغاء المادة 87 مكرر، فإنه يُلاحظ أنه ليس كل العمال قد استفادوا من الزيادات والمخلّفات المالية، إذ نجد أن المادة أقصت الفئات المصنفة في الرتبة 11 في السلم المتبع في الوظيفة العمومية التي تمثل أغلب العمال.
وقد تطرقت الدراسة وبالتفصيل إلى النفقات الشهرية لعائلة تتكون من 5 أفراد، وقدمت في هذا الإطار الحد الأدنى للمصاريف خلال شهر، أين سجل فيها مجموع المواد الغذائية 18455 دينار، في حين يصل إيجار شهري لشقة من 3 غرف إلى 20 ألف دينار. وباحتساب مواد التنظيف المستعملة به ومياه الاستهلاك، وفاتورة الغاز والكهرباء، فإن القيمة النهائية تصل إلى 21300 دينار.
كما تحتاج هذه العائلة المكونة من 5 أفراد دائما، إلى لباس بمعدل هندام للوالدين يكلف 7 آلاف دينار سنويا لكل منهما، مع لباس الأطفال، وباحتساب المجموع نجد 51666 دينار، في حين تكلف 3 زيارات للطبيب العمومي منه والخاص في السنة 645.83 دينار، و250 دينار معاينة شهرية عند طبيب الأسنان بمجموع 3 آلاف دينار سنويا.
كما تم في الدراسة ذاتها احتساب 3 وصفات طبية لشخص واحد في السنة، قيمة الواحدة 1250 دينار في الشهر، إلى جانب نفقات الأمومة في حال ولادة كل 5 سنوات المقدرة بـ333.33، دينار، يضاف إليها مواد النظافة الشخصية مثل معجون الأسنان ومواد تنظيف نسائية، وغيرها، بقيمة 4229.49 دينار.
إلى جانب هذا، أشارت الوثيقة ذاتها إلى أن تكلفة الدراسة للأطفال بالأطوار الثلاثة تصل إلى 1000 دينار، والنقل 4 آلاف دينار والاتصالات بين الثابت والنقال 2000 دينار، فضلا عن مصاريف أخرى تتعلق بالمناسبات كشهر رمضان وعيدي الفطر والأضحى، لتصل بذلك الغلاف الإجمالي إلى 62734.42 دينار.
لكن يبقى كل ما تم عرضه قريبا فقط من الواقع، على اعتبار أنه يكفي لسد الحاجيات اليومية، دون احتساب مصاريف أخرى مثل حفاظات الأطفال ومصاريف الحضانة والإيجار الذي قد يتجاوز في معظم الحالات 30 ألف دينار، كما أن مصاريف العلاج تتجاوز القيمة المالية المقدمة، وأيضا عندما يتعلق الأمر بحوادث مفاجئة في الشهر تستدعي مبالغ إضافية.