[ابو-علي]

وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ

أختي الغالية
أود أن أسألك هل والدك على قيد الحياة هل تعيشين مع والدتك انت فقط أم هناك من الاخوة والاخوات الذين يقيمون معكم في نفس البيت ؟
إذا كان الجواب أن الوالدة الكريمة تعيش رفقتك فقط اعتقد ان الأمر طبيعي لانه من البديهي ان تعيش في وحدة وهي بحاجة الى من يؤنسها ويملأ الفراغ الذي تحس به ايضا فكما تحسين انت وتشعرين بان عليك ضغوطات نفسية فهي ايضا تعاني نفس الشعور والدليل على ذلك أنك قلت انه احيانا تكون لك خير معين واعتقد جازما ان ذلك يكون في ايام راحتك والايام التي تتواجدين فيها مع امك هذا من جهة من جهة أخرى لا شك انك تعرفين السبب الحقيقي لحالة امك والاسباب التي ادت بها الى مثل هكذا تصرفات أو ردات أفعال تتسم بالنرفزة والعصبية . فحاولي ان تتجنبي ما يضايقها والتمسي دائما لها الأعذار وحاولي ان تردي عليها بنوع من الدعابة وليس بالمثل .فمن المعروف ان الانسان خاصة المرأة حين تبلغ من العمر عتيا فإنها تصاب بنوع من الارق النفسي نتيجة فقدانها لشخص عزيز مثلا أو لانها وجدت نفسها في الاخير وحيدة دون معين أو لانها ترى انك قصرت في حقها من ناحية الرعاية والحب فكما انت بحاجة لمن يزيل عنك الهموم ويطيب خاطرك ايضا هي بحاجة لمثل ما تريدين أنت .
انصحك اختي أن تكوني صبورة على والدتك و أن لاتظهري لها قلقك واشمئزازك من تصرفاتها أو عدم تلبية طلباتها على الاقل في حدها الممكن ، كما يجب عليك أن تستشيري ممن هي أقرب اليها في مثل سنها كالجارة مثلا او الخالة او العمة أو اي شخص تجدين فيه الثقة المتبادلة بينه وبين أمك ، ولا تنسي أن تطلبي العون اولا من الله سبحانه وتعالى واياك و اللجوء الى المشعوذين والاستعانة بهم في شفاء والدتك ولا تستغربي كلامي هذا لان الانسان في بعض الاحيان لما تصل به قناعته الى حد ميؤوس منه فإنه يتعلق بقشة للوصول الى بر النجاة .
في الاخير أذكرك اختي الغالية بقوله تعالى (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ) والله الموفق والمعين وجعل الله كل فعل فيه خير لوالدتك أجرا مثابا عليه إن شاء الله .