[(( هبة الرحمن ))]

عزيتي لا تلومي أمك مهما صدر منها ولو ضربتك حتى ، فهي مريضة ، وانت تقولين أنها عندما تكون في حالتها الطبيعية صديقة وفية ....
اصبري ، والله والله والله ستندمين أشد الندم على أمك يوما ما ، يوم لا ينفع الندم أبدا ...
نحكيلك أنا والدي رحمه الله أصيب عافاكم الله بمرض خبيث ، لو تدرين شدة الألم والمعاناة ، ألم لا يضاهيه ألم في الدنيا - سمي المرض خبيثا لأنه فعلا خبيث - كنت أطلب من امي تنام ليلا وأنا أبقى الليل بطوله لا أنام وإن جمعت دقائق نومي اجدها ساعة فقط أو ساعتين ، أحيانا أنام وأنا جالسة ، وطال الأمد ، لكن لم نيأس يوما ، لو بدأت أحكي لك لن تكفيني صفحة بأكملها ، وتوفي والدي رحمه الله ، كنت أقول ياليت والدي بقي حيا ولو مريض ، لا يهم نومي ، لا يهم سهري ، كل ما فعلت ، لا يساوي شيئا أمام ما قدّمه أبي لي ، كيف وإن تعلق الأمر بالأم ،،، آه وألف آه ، تصوري أختاه ، صرت اليوم أتمنى أن أرى والدي فقط في المنام ويا ليتني أراه ...... رغم مرور السنوات ، أغار من أي بنت لها أب يعطف عليها ، يدلّلها ، أب تجالسه يقاسمها هموم الدنيا ولو بالكلمة الطيبة ، كلما زرت والدي في قبره أكلمه في نفسي ، ابي صار مجرّد ذكرى، أبي أكله الدود ، أبي كان انظف رجل عرفته لم يعد إلا رفاتا ، أبي وأبي وأبي .............
يأتي يوم ونشتاق لأيام والدينا .... لكن بعد فوات الأوان ....
أختاه كوني بارة بأمك قدر ما استطعت ، لأن الدنيا بعد طاعة الله ورسوله ليس لك إلا دعاء الوالدين فهو الحصن المنيع .