منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - أشهر ( 120) بيت شعر منتقاه قالها العرب كلها حكم ....
عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-11-30, 10:56   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
fatma258
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية fatma258
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شرح لبعض الابيات



(إذا كان الطباعُ طباعَ سوءٍ *** فلا أدبٌ يفيد ولا أديبُ)
هذا البيت يشعرنا وينبهنا إلى أهمية التربية الصالحة في البداية، وأن من تربى تربية سيئة وتطبع بطباع خبيثة؛ يصعب إصلاحه وبناؤه من جديد، فلا إرشاد الأب ولا نصيحة الأم ولا توجيه المعلم ولا صدق الصديق ينفع بعد أن انغرس غراساً عابثاً في أرض ليست بطيبة.

(إذا لم تكن إلا الأسنةُ مركباً *** فما حيلةُ المضطر إلا ركوبها)
تمر بالإنسان مواقف عصيبة، تتلاشى أمامها الخيارات السلمية والحلول الدبلوماسية، ويُفرض عليه من الطرف الآخر.. خيار المواجهة والمصادمة إما بسبب جلب منفعة أو دفع مضرة، وربما لا تكون مع طرف ما.. ولكن تضطر إلى خوض تجربة تحدد لك مصيرك وموقعك من الإعراب.

(إذا ما أتيت الأمر من غير بابه *** ضللت وإن تقصد إلى الباب تهتدي)
يشير البيت إلى فئة من الناس لا تحسن التصرف مع المواقف أو قراءة الواقع قراءة جيدة حتى تتصرف حيالها بالتصرف السليم، فبعضهم ربما فعل هذا من جهل أو من عناد وسوء نية. فربما يكون مفتاح هداية المرء بالحكمة والموعظة الحسنة.. ولكن البعض يستعمل أسلوب الزجر والتأنيب بدلاً منه فيصنع مجرماً جديداً دونما أن يشعر، وهكذا دواليك.

(إن العدو وإن أبدى مسالمةً *** إذا رأى منك يوماً غرّة وثبا)
(غِرّة) بكسر الغين وبعدها راء مشددة مفتوحة.. أي غفلة، وهذا يذكرني بالمثل العامي القائل (حرّص من خويك ولا تخونه)، فليس كم من أسمعك كلاماً معسولاً، ولا كل من أعجبك منطقه وحسن حديثه، ولا كل من عاملك بالحسنى ولين الجانب، ولا كل من ناصرك وآزرك في موقف ما.. يعني لك بأنه حسن الطوية وسليم السريرة تجاهك، فربما افتعل هذا مصانعة لك وتمثيلاً لدور توجب عليه أداءه إلى حين اطمئنانك لجانبه، فبعدها سترى وجه الحمل اللطيف ينقلب إلى وجه ذئب مرعب.

(إذا كان رب البيت بالدف ضارباً *** فشيمة من في الدار كلهمُ الرقصُ)
يرتبط بهذا البيت أثر آخر يقول (الناس على دين ملوكهم) ومعنى الدين هنا النهج والطريقة، فبأي شكل أردت أن تربي أعضاء منزلك فسيخرجون ثمرة لما ستغرس فيهم، بداء من الدين.. كما قال صلى الله عليه وسلم(يولد المولود على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه)، وإذا كنت صالحاً وأردت لهم الصلاح وبذلت لهم فيه وسعك فسيخرجون صالحين، وإذا كنت سيئاً ويسرت لهم طرق الغواية وتركت الحبل على الغارب فسينزلقون في مهاوي الردى.والعجيب اللافت في هذا البيت الحكيم أنه ضرب مثلاً فعلياً وليس قولياً في تأثير الوالد على ولده، لأن التربية قوتها وتأثيرها بالأفعال لا بالأقوال.

(إذا أنت لم تعرض عن الجهل والخنا *** أصبت حليماً أو أصابك جاهلُ)
ينبغي للإنسان أن يترفع عن مقارفة السوء في تعامله مع الآخرين تديناً وذوقاً منه تجاههم، ومن يتعامل مع الناس بانعدام الأدب أو قلته وبصلف ورعونة.. فلا بد أنه سيصطدم بحليم أكبر منه خلقاً وأجل منه نفساً فلن يبالي به، أو بجاهل مساو له في مستواه أو أحط منه سيكيل له المساءة أضعافاً مضاعفة، فعاقبة هذا الجاهل إلى سوء في جميع أحواله.

(إذا كنتَ ذا رأي فكن ذا عزيمةٍ *** فإن فسادَ الرأي أن تترددا)
إن اغتنام الفرص الثمينة في الأوقات الملائمة يعد من أسباب النجاح في حياة الطموحين، فمن حسن تدبير الأمور أن يكون المرء ذا عزم وحسم في اتخاذ القرارات بشأنها، وليس من الصواب التوقف حيالها دون اتخاذ موقف جاد منها، ولهذا قال بعض الباحثين في مجال تطوير الذات بأن أسس النجاح في عمل ما يرتكز على ثلاث: قناعة، ثم فرصة، ثم قدرة.

(إذا لم يكن عونٌ من الله للفتى *** فأولُ ما يجني عليه اجتهادُهُ)
الإنسان.. مهما بلغ من النضج الفكري والعلمي ما بلغ فإنه يظل مخلوقاً ضعيفاً لا حول له ولا قوة، قال تعالى(وخلق الإنسان ضعيفاً)، فالبعوضة تدمي جلده، والشوكة تسلب راحته، والهم يؤرق مضجعه، إلا من استعان بالقوي العزيز.ومن منطلق حقيقة الإنسان هذه فإن اتكاله على نفسه يعد سفهاً وجهلاً منه بحقيقة ذاته، فلا بد من أن يتخذ من قوة أكبر منه وأقدر سنداً وملجأ في شأنه كله.. وهي قوة وقدرة العليم الخبير سبحانه وإلا كان ذلك التدبير مختلاً يفتقر للنفاذ وإصابة الهدف، قال تعالى(وعلى الله فليتوكل المتوكلون).












رد مع اقتباس