السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فقد والله أفرحني سؤالاك .. أفرحني خصوصا الثاني لأنك لم تقولي مثلا : (كيف هل أن أدعو الله بأن أرى الرسول في المنام يمكن أن يكون غير جائز؟ وهل هذا شر؟) كما من المفترض أن يقول أكثر الناس. بل أنت تطلبين الحكم الشرعي بارك الله بك في مسألة لا يتفطن لها الكثير من الناس .. وهذا ما يجب أن يكون عليه المسلم في كل اموره أن يطلب الحكم الشرعي بالدليل الشرعي لا يتبع هواه ولا يتبع كلام الناس وإن كانوا من هم على شهرتهم إلا بالدليل الشرعي من الكتاب والسنة (قال الإمام مالك وغيره من السلف : كل يؤخذ من كلامه ويرد إلا صاحب هذا القبر _وأشار إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم_) فجزاك الله خيرا أختي وبارك لك في ذكائك وأرجو أن يوفقك للتفقه في دينه فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين) رواه البخاري.
أما عن سؤالك الأول فقد وفى الإخوة ممن سبقني بالإجابة وخاصة الأخ أبو حذيفة عبد النور التيبازي الذي أورد كلاما للشيخ سليمان الرحيلي حفظه الله وهو من علمائنا المعروفين فالإنسان كما يجب عليه أن يطلب العلم بالدليل فعليه أن يأخذ العلم عمن عرف بأنه من أهل السنة
قال الإمام النووي رحمه الله :
" و لايتعلم إلا ممن تكملت أهليته و ظهرت ديانته و تحققت معرفته و اشتهرت صيانته فقد قال محمد بن سيرين و مالك بن أنس و غيرهما من السلف : ( هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم ) " .
...
أما السؤال الثاني فلم أجد من كلام العلماء من يتحدث عن هذا وإن وجدت فسأنقله لك إن شاء الله .. ولكن على ما أظن أن الأولى أن تحاولي تعلم السنة وتعملي بها .. فهذا علامة حبك لرسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم إن حبك له يجب أن لا يكون فيه غُلُوّ (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { لا تطروني كما أطرت النصارى المسيح ابن مريم }) بل تحبين الرسول وكلنا نحبه لأنه رسول الله بعثه الله لنا ليعلمنا ديننا ويخرجنا من الظلمات إلى النور وقد أدى الأمانة وبلغ دين الله حق البلاغ. فنحبه في الله أكثر من أي مخلوق. والأصل حب الله عز وجل. فحب الله يدعونا لحب رسوله طاعة لله.
ثم إن الله عز وجل يقول : {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} آل عمران (31). فالأمر كل الأمر في اتباع الرسول والاقتداء به والأخذ بسنته، وطاعته طاعة لله عز وجل وهذا ما يجب الحرص عليه.
والله أعلم وبارك الله بك أختاه