اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمير جزائري حر
سلام على الكرام ...
راودتني تساؤلات من خلال تجربتي وحياتي القصيرة على هذه الأرض ...
ومن خلال بعض قراءاتي في سير الناجحين و المتفوقين و المبدعين ..
...
تساءلت ...
هل للنجاح و التفوق و التميز ضريبة ندفعها !؟
فقد وجدت أن المتميزين و الناجحين يكسبون جحافل من الحاسدين والحاقدين و الغيورين (غيرة سلبية) ..
يتجاهلك الكثير من الناس وهو بلسان حاله يقول : لماذا تتميز عنا ؟
أدخل في الصف وكن كبقية الناس ..
كأنك بتفوقك وتميزك تبرز ضعفهم وفشلهم .. فيتألمون و يحقدون ..
...
وأعجبتني كلمة قالها العلامة محمد الغزالي رحمه الله رحمة واسعة حين رسم مشهدا فيه عمالقة و أقزام ...
وقال : ليت أولئك الأقزام يرضون بأن نحملهم على أكتافنا ليروا الأفق البعيد ..
للأسف هم لا يرضون إلا بتقطيع سيقاننا حتى نتساوى معهم في القامة ..
...
هل هذه هي ضريبة النجاح ..؟
قلة الأحباب الخُلَّصْ .. والعيش في عزلة كأنك موبوءٌ أو بك مرض معدٍ ..
هل هذه هي ضريبة النجاح ؟!
هل يمكن أن يصاب الناجح و المتميز بالإحباط .. بسبب تلك السلوكيات المنحطة ؟
أرجو التفاعل مع الموضوع ..
تحياتي ..
|
وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته
أخي أمير..
لا هروبَ من واقعٍ مَعيشٍ مرير
فكُثرٌ هم من يتعرّضون لمواقف يندى لها الجبين لقاءَ نجاحٍ أحرزوه بحياتهم وبمختلف المجالات
وإن كانت -حسب المعلوم- تُفرَضُ الضّريبةُ على صاحبِها
هذا المعنى الذي لا ينطبِقُ بالضّرورة على الشّخص المتفوّقِ بحياته،
فمهما تمّ تجاهله أو مهما تمّ ترصُّد خطوِه بنيّة إيذائه فذلك
لا يُعتبرُ فرض حالٍ من أولئك الحسّاد على شخصِه
بل أراه يندرج ضمن ما قدّرَهُ الله له، امتحانا لِصبرِه وطريقة تعامله
مع الظّروف الصّعبة التي تصدّ دربَه
ولا ينجحُ بهذا الامتحان إلاّ الصّابر المحتسِب الذي
يقدّر من جهةٍ ما أنعم الله عليه به من نجاحاتٍ بحياته
(هذا النّجاح الذي حُرِم غيره منه بمشيئةٍ من الله) فيسعى للحفاظ
على مسبّبات هذا النّجاح.
ومن جهةٍ أخرى يقوّم أفعاله على تقوى الله
بتقرّبه منه عبادةً ودعاءً واحتمائه به سبحانَه كي يُبعد عنه شرّ الحاسدينَ ومكر الماكرين.
ليزدادَ إيمانا ويقينا بعظمتِه وفضْلهِ جلّت قُدرتُه.
فإن كانت هذه ضريبةُ الشّخص النّاجح الذي يُحسَدُ ويُساءُ إليه (فمرحى بها)
وعزاءُ المعنيِّ بها إكرامهُ بعد امتحانٍ نجحَ باجتيازِه.
ثمّ بارك الله جُهدَكَ وحسن طرحِكـ