كنت حينها أدرس بالقسم الثّاني ثانوي....
طلبت منّا الأستاذة ذات الجنسية الفرنسية، إدخال الفعل
" détruire "
في جملة مفيدة....
وكان في رصيدي اللّغوي جملة للكاتب مولود فرعون الّذي قال للفرنسيين متحدّيا:
" أعلّمكم لغتكم "
"Je vous apprends votre langue"
حيث قلت وبعفوية، حين أشارت إليّ لسماع جملتي :
"أهدّم ما بنته فرنسا"
« Je détruits ce que la France a construit »
نظرتْ إلي نظرة، لم أفهم ما تضمّنته آنذاك ....
فقط أحسست أنّها ليست نظرة إعجاب بجملتي،مثلما كنت أتوقع...
تمّ سألتْ : من قال لك هذا :
« Qui ta dit ça ?! »
"لستُ أنا ...إنّه مولود فرعون..."
« Ce n’est pas moi c’est Mouloud Feraoun »
أجبتها متقينا أنّ جملتي أزعجتها أيّما إزعاج ...
طبعا هي تعرف مولود فرعون ، أكثر ممّا كنّا نعرفه نحن ذاك الوقت ...
مذ ذاك لم أحصل على علامة حسنة بين تلاميذ الصّف في كلّ امتحاناتها ، ولا عبارة استحسان أو شكر رغم تمكنّي من هذه المادّة...
فازدادت كراهيتي للفرنسيين وللغتهم ....
لكنّي لم أرفض تعلّمها أو تعليمها لأبنائي ...
إلاّ أنّني أمقت التّشدّق بها...