منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - Ѽ قاعدة ( امدح ) Ѽ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-08-10, 06:47   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
وفاء الياسمين
رحِــمَها الله
 
الصورة الرمزية وفاء الياسمين
 

 

 
الأوسمة
احسن موضوع المريبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي Ѽ قاعدة ( امدح ) Ѽ

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الإخوة الفضلاء /

تأملتُ في أحوالنا وتعاملاتنا وعلاقاتنا .. فوجدت أن الكلمة الطيبة تؤثر في نفوسنا وتستجلب حبنا أكثر مما يؤثره أو يستجلبه المال الكثير .

الكلمة الطيبة لها تأثير لايخفى نراها ظاهرا أمام أنظارنا في مواقف عدة من أحداث اليوم الواحد ..
وقولها استجابة لقول الله تعالى : " وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ " .

ومن الكلمات الطيبة التي تؤثر في النفوس وتقارب بين القلوب وتؤلف بين الأفئدة .. كلمات الثناء والمدح الصادق المعتدل .

حب المدح أمر فُطر عليه الإنسان ليرى حاله ويقيم نفسه من خلال ذلك المدح . ( مع ملاحظة من هو المادح ) .

فبدا لي قاعدة يسيرة .. أحسب أنها تفيد في إثراء علاقاتنا .. علاقة الأب بابنه ، والزوج بزوجته ، والأخ مع إخوانه ، والصديق مع أصدقاءه .. وأسميتها :

قاعدة : ( امدح ) .

وما أعنيه في هذه القاعدة لايتعلق بجوانب العبادة التي قد يداخل العبد فيها الرياء ، أو العجب بالنفس ، أو حب التشبع بما لم يُعط ، ونحوها ..
"ولمثلها ضوابط عدة سأذكرها في مشاركة مستقلة بإذن الله ".

ما أعنيه في هذه القاعدة يتعلق بأمورنا الدنيوية الحياتية التي يأنس أحدُنا عندما يُثنى عليه فيها ..

أي يمكن تقسيم المدح إلى قسمين :
- مدح أعمال العبد الصالحة .. كالصلاة والقيام وصيام النوافل وحفظ القرآن والصدقة .. ونحوها .
- مدح أعمال العبد الدنيوية .. كالهيئة الخاصة والمنزل والسيارة والعطر والغترة ونحوها .

ولعل الأمثلة تزيد الأمر بيانا مع اعتبار المناسبة والمكان والزمان ، فمن ذلك :
- ( امدح ) تربية والديك لك ولإخوانك .. وأثنٍ عليهم فيها .
- ( امدح ) شخصية والدك ، وهيئته ، وهندامه ، وقوته ، وحرصه على ما فيه النفع لكم .
- ( امدح ) تصميم والدك لمنزلكم .. وأظهر التعجب من إبداعه فيه .
- ( امدح ) ثوب والدتك ولباسها وطريقتها في التعامل مع أقاربك - مثلا - .
- ( امدح ) زوجتك فيما تقوم لك به من عمل " تربيتها لأولادك ، تواصلها مع والديها أو والديك ، طبخها ، ترتيبها للمنزل ، إتقانها وتعبها في مناسبة خاصة لزملاءك ، طريقة حلها للمشكلات ، لباسها ، عطرها ، هيئتها " .
- ( امدح ) زوجك عندما يعود من العمل ، ما يجلب من مقتنيات ، ما يحضره للأولاد، شخصيته ، نقاشاته ، هيئته ، ....
- ( امدح ) أولادك فيما تريد زرعه فيهم ، امدح حرصهم على الصلاة ، وحفظهم ، وجدهم ، ونشاطهم ، وحرصهم ، ومساعدتهم لأمهم ، وأدبهم ع غيرهم ، وجرأتهم في الإلقاء ، وتفوقهم في الدراسة ،
- ( امدح ) طريقة صاحبك في تربية أولاده ، وحُثَّه على الاستمرار ، وادع له بالبركة فيهم ، وأثنٍ على ذكاءهم ولباسهم وأدبهم .
- ( امدح ) سيارة إخيك الجديدة ، وأثنٍ على لونها ، وأنه وُفق في شراءها .
- ( امدح ) منزل صاحبك ، وموقعه ، وطريقة تأثيثة .
- ( امدح ) المناسبة التي أعدها لك أحد إخوانك ، وأثنٍ على ما يقدمه لك من مأكول أو مشروب " وفيه قصة سأذكرها بإذن الله ".
- ( امدح ) هيئة صاحبك وهندامه وعطره وساعته ومكتبته ..

*** ( امدح ) .. لترى البسمة الصادقة التي تخرج في وجه الممدوح .. لتلمس أثر كلمتك عليه .


لفتات /
- الثناء الصادق أبلغ أثرا في قلب الممدوح .
- لايكن أحدنا مدّاحا بمناسبة ومن دون مناسبة .. إن رأيت ما يعجبك وتريد إدخال السرور على أخيك .. فألقٍ الكلمة مادحا مدحا لامبالغة فيه .
- غدا العيد .. جرب أن تثني - ولو برسالة جوال - على من استضافكم في العيد لترى أثرها في نفسه تجاهك .
- غدا العيد .. امدح ملابس والديك وإخوانك وأخواتك وأبناءهم لترى أثر ما أقول .. في وجوههم ..
- قل مؤانسا الصغار أمام والدهم : ما شاء الله ، ما شاء الله .. ما هذا اللباس الجميل ، ما هذه الشنطة الجميلة ، أسأل الله أن يوفق ويرزق والدكم وأن يحييه حياة طيبة .. لترى أثر ما أقول .

لا يكنْ مدحُكَ مدحاً كاذباً ** إنَّ خيرَ المدحِ ما الصِّدقُ معه !

أمثلة عن مدح الرسول صلى الله عليه و سلم للصحابة :
1- أبو هريرة: "لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك لما رأيت من حرصك على الحديث" [البخاري].
فكان حافظ الأمة بعد ذلك.

2- ابن مسعود: قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم سورة يوسف، فقال له: "أحسنت" [البخاري ومسلم].
فكان من قراء الأمة المعدودين وممن أمر بالأخذ عنهم.

3- أبو عبيدة بن الجراح: أثنى عليه النبي صلى الله عليه وسلم ثناءً عظيماً بقوله: "إن لكل أمة أميناً، وإن أميننا أيتها الأمة أبو عبيدة بن الجراح" [البخاري ومسلم].
فكان قائد جيوش الشام وفاتح دمشق بعد ذلك.

4- "كان خير فرساننا اليوم أبو قتادة، وخير رجالتنا سلمة" قالها عقب غزوة ذي قرد. رواه مسلم
أخيرا /
الموضوع قاعدة حياتية قد تفيد في التعامل .. والأمثلة - على بساطتها - واقعية ، وقد تروق للبعض ولا تروق لآخرين .. والأمر يسير .

وأسأل الله أن يتقبل من الجميع
منقول/








 


رد مع اقتباس