[أم تسنيم 2017]

يتجدد لقاءنا بتوفيق الله عزّ جل في درس آخر من سلسلة أحكام التجويد برواية ورش عن نافع من الطريق الأزرق وهذه المرة سنتطرّق لأحكام المدّ فعلى بركة الله نبدأ:

درس عن المدود



تعريف :
المدّ لغة : الزيادة والطول ، ومنه قوله تعالى :" يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ " أي يزدكم

اصطلاحاً : إطالة الصوت بالحرف




حروف المدّ ثلاثة وهي :



الألف الساكنة المفتوح ما قبلها ( خالد – الرحمن – مالك ) .
الواو الساكنة المضموم ما قبلها ( يقول – قولوا – قلوبهم ) .
الياء الساكنة المكسور ما قبلها ( سينين – الذي ) .
أي هي الألف والياء والواو السواكن المجانس لما قبلها.

والهدف من مدّ الألف الساكتة المفتوح ما قبلها ، والواو الساكنة المضموم ما قبلها ، والياء الساكنة المكسور ما قبلها إذا لقي هذه الأحرف همزة أو ساكن تمكين هذه الأحرف لأنّها هوائية ليس لها مخرج يحويها و تعتمد عليها اعتمادا قويّا ، ولاسيما الألف ، لأنّها لا يوجد مخرج يدعمها أبداً ، وأمّا الواو فتنضمّ بها الشفتان ، والياء يرتفع عندها اللسان نحو الأعلى ، لذلك لم يبلغا في المدّ مبلغ الألف ، و قال الخليل بن أحمد - رحمه الله - : " منتهى الصوت
بحرف المدّ واللين عند ابتداء الهمزة " وقال : " ومن أجل ذلك ألحقوا بعد الألف واو ألفاً في الكتاب مثل : ءآمنوا.
وفي هذه الحروف مدّ ؤلا يصح النطق إلاّ به ، فإذا التقت بهمزٍ أو سكونٍ زيد عن ذلك ، ومدّها مع الهمزة في كلمة واحدة أقوى من مدّها إذا لقيتها في كلمة أخرى للزوم الهمزة حرف المدّ ، و أمّا في المفصل فلا يقع ذلك إذا وقف على كلمة الأولى .







أقسام المد : ينقسم المدّ إلى قسمين أحدهما ( مدّ طبيعي ) ، والآخر ( مدّ فرعي )

أولا : المدّ الطبيعي :

وهو الذي لا تقوم ذات الحرف إلاّ به ، وليس له سبب ، لأنّه أصل في الحرف وبدونه يختلّ النطق به ، ويبطل المدّ إذا جاء بعد حرف المدّ همز أو سكون ، وسُميّ طبيعاً لأنّ صاحب الصليقة و النطق الجيّد لا ينقصه عن حدّه ولا يزيده ، ويُسمّى أيضاً أصليّاً ، لأنّه أصل لجميع
المدود .

أقسام المدّ الطبيعي : والمدّ الطبيغي قسمان ، كلمي و حرفي

1- الكلمي : وهو المتعلّق بكلمة واحد ، مثل : يُنَادُونَكَ - نُوحِيهَا

2- الحرفي : وهو ما كان في حرف واحد من الحروف الهجائية ، ويُقصد بها فواتح بعض السور القرآنية ، جمت في عبارة " حي طهر " و هي كالتالي :

- الحاء : ( حَمِ ) في سورها السبع " غافر ، فصلت ، الشورى ، الزخرف ، الدخان ، الجاثية ، الأحقاف "

-الياء : ( كَهَيَعَصَ ) ( يس ) " الشورى ، يس "

- الطاء : طه ، ( طس ) " النمل " ، ( طسم ) " الشعراء ، القصص "

الهاء : ( كهيعص ) " مريم ،طه "

- ( ألر ) " يونس ، هود ، يوسف ، ابراهيم ، الحجر ، ( ألمر ) الرعد "

ومقدار هذه الحروف الخمسة حركتين .

ملاحظة : الحركة تقاس بقدر ضمّ الإصبع ان كان مبسوطاً ، أو بسطه ان كان مضموماً .



لواحق المدّ الطبيعي : يلحق بالمدّ الطبيعي في الحكم ثلاثة مدود هي :

1- مدّ الصلة الصغرى : وهو أن تقع هاء الضمير الغائب المذكر بشرط أن تكون مضمومة أو مكسورة بينمتحرّكين غير الهمز ولم يوقف عليها ، فتُمدّ مدّاً طبيعاً : مثل : عَلَّمَهُ شَدِيدُ القُوَى ) النجم/.5

2- مدّ العوض : ويكون عند الوقف على التنوين المفتوح ، فيوقف على الألف مقدر حركتين عِوضاً عن التنوين ، مثل : وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيءٍ مُقْتَدِراً )

3- مدّ التمكين : ويكون عند التقاء ياءيين ،أولاهما مشدّدة مكسورة وثانيهما ساكنة ، بشرط أن يكونا في كلمة واحد ، وسُمي بمدّ التمكين ، لأنّه يخرج متمكّنا بسبب الشدّة مثاله : حُيِّيتُمْ ، رَبّانِيِّينَ )
كلّ هذه المدود تمدّ مدّاً طبيعياَ مقداره حركتين .


ثانيا :المدّ الفرعي:

وهو ما زاد عن المدّ الطبيعي ، ويكون إذا جاء بعد حرف المد همز أو سكون ، ومن هذا المنطلق يتبيّن أن للمدّ الفرعي نوعان : مدّ بسبب الهمز ، ومدّ بسبب السكون

أ- المدّ المتصل :وهو أن يلتقي حرف المدّ سواء كانت الألف أو الواو أو الياء ، المفتوحة ما قبلها ، أو المضمومة ما قبلها أو المكسورة ما قبلها على التوالي بهمزٍ في كلمة واحدة ، وسُمّي مدّاً متّصلاً ، لاتّصال شرطه بسببه ،ومقداره ستّ حركات ( الطول ) ، مثل : السَّمَآءُ ، المَلَآئِكَةُ ، جَآءَ

ب- المدّ بسبب الهمز : وهو أن يأتي بعد حرف المدّ سكون ، في كلمة واحدة أو كلمتين ، فإن كان في كلمة واحدة سُمّي متصلاً ، وإن كان في كلمتين سُمّي منفصلاً.

- مدّ منفصل : وهو أن يلتقي حرف المدّ في كلمتين منفصلتين ، فيأتي حرف المدّ آخر الكلمة لأولى ، وسبب المدّ - الهمز - أوّل الكلمة الثانية ، وسُمّي منفصلاً لانفصال شرطه عن سببه ، وهو ستّ حركات أيضاً ، مثل : يَا أَيُّها ، تُوبُوآ إِلَى اللَّهِ لواحق المدّ الفرعي بسبب الهمز : ويُلحق بالمدّ الفرعي أربعة مدود اثنان في المتصل واثنان