منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - جريمــة الغـــشّ : المتورّطون والمتخاذلــون والمبــرّرون من الأساتــــذة !!!
عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-06-12, 22:18   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الحـ)حسام(ــقّ
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية الحـ)حسام(ــقّ
 

 

 
إحصائية العضو










B2 جريمــة الغـــشّ : المتورّطون والمتخاذلــون والمبــرّرون من الأساتــــذة !!!

لن أتحدث في هذا الموضوع عن الفئة (قليلة العدد) التي ابتلينا بها من الشواذ أشباه الأساتذة شياطين الإنس الذين تورطوا في الغش وساهموا فيه مباشرة إن بأيدهم أوألسنتهم أوبوسائلهم .
كما لن أتطرق إلى الفئة الثانية( أكثرعددا من الأولى) من الأساتذة المتخاذلين الذين لعبوا دورالشياطين الخرساء فتواطؤوا مباشرة بسكوتهم وغض أبصارهم عن عمليات الغش خوفا من المتاعب و الأخطار التي قد يواجهونها خارج أسوار الغش متناسين الخوف من الله تعالى .
ولكنني سأسلط الضوء على فئة ثالثة أكثر انتشارا عن سابقتيها ودورها لا يقل خطورة عن دورهما .. لكون هذه الفئة تساهم بطريقة خفية وغير مباشرة في تفشي هذه الظاهرة :
فمن المؤسف حقا أن نجد كثيرا من الأساتذة ما إن تطرقوا بالتحليل لظاهرة الغش إلا أطنبوا في تشريحها واجتهدوا في البحث عن جذورها وتفلسفوا في تبريرها وتعداد أسبابها فتجدهم يلقون اللوم على الأسرة مثلا ، أو على المدرسة ، أو على الدولة أو .. أو عليها جميعا .. والعجيب أن بعضهم بلغ به الأمر إلى حد تنصيب نفسه محاميا موكلا للدفاع عن مجرم (الطالب الغاشّ) كل قرائن الإدانة ثابتة ضده ..فنجد هذا الأستاذ المحامي يجتهد في التلاعب بالقضية ويحاول تبرئة موكله من خلال تسويق المبررات الواهية فيخلق له الأعذار والقياسات كي يقنع الجميع بأنه مجرد ضحية وليس جانيا . وهنا سأطرح مجموعة من التساؤلات :
- هل يعلم هؤلاء الأساتذة (المحامون) أن كل عذر يسوّقونه لظاهرة الغشّ هو بمثابة جرعة جديدة لتخدير ضمير الغاشّ إن لم نقل قتله ؟
- هل يعلم هؤلاء الأساتذة (المحامون) أن تبريرهم للغش وتسويقهم لفكرة أن الطالب الغاشّ ضحية هو بمثابة تبرئة لذمة الغشاش و شهادة ببراءته و رخصة له كي يتمادى في غشه ؟
- هل جهل هؤلاء الأساتذة (المحامون) أن هذا الغشاش بلغ سن الرشد ولن نقول بلغ الحلم (15سنة على الأكثر ) وبالتالي يمكنه التمييز بين الحق و الباطل وأصبح مسؤولا عن أفعاله ؟
- هل نسي هؤلاء الأساتذة (المحامون) أن الرسول صلى الله عليه و سلم لم ينظّر أو يتفلسف أو يختلق الأعذار في مسالة الغش كأن يقول لنا مثلا : (( التمسوا لأخيكم الغشاش سبعين عذرا ثم راح يعدد لنا مبررات الغش وأسبابه )) ..بل كان واضحا حازما ودقيقا مختصرا فقال ملخصا موقف الدين من الغش في أربع كلمات : (( من غشنا فليس منا )) ؟
المحزن أن نفس المنطق (التبرير ) صار سائدا حين نتحدث عن الأفات الإجتماعية الاخرى كالرشوة و الكذب و السرقة و القتل .... فكلها أصبحت مبررة عندنا نحن الجزائريين !
إنّ الخطر يكمن في كون البعض لا يزال يعمد إلى التّنظير و التّفلسف حول دواعي و أسباب الغش بهدف تمييع القضية ومحاولة منه لإقناعنا أنها أمر طبيعي و قدر محتوم ولا مفر منه ولا بد من تقبله .
كان حريا بنا جميعا أن نبتعد سياسة الهروب إلى الامام ونتجنب التيه في فلسفة الأسباب و النتائج و نكف عن مناقشة أيهما أسبق البيضة أم الدجاجة ؟؟ ..وأن نكون بدل ذلك عمليين وبراغماتيين فنتحلى بالجرأة ونوقف الغش كلّ من موقعه امتثالا لقول الرسول الكريم : ((من رأى منكم منكرا فليغيره بيده.. أو بلسانه ..أو بقلبه ..وذلك أضعف الإيمان ))
فالعجب ليس من فئة المحامين أصحاب الجبة السوداء الذين باعوا ذممهم في سبيل الدفاع عن الباطل .ولكن العجب كل العجب من فئة المحامين أصحاب الجبة البيضاء( المئزر) الذين يبررون للباطل ويشجّعون عليه عن جهل تارة .. ومتعمّدين تارة أخرى ..بل إن الوقاحة بلغت ببعضهم إلى حدّ التصفيق للباطل نكاية بالوزيرة !









 


رد مع اقتباس