منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - ♥شقة في الطابق الأرضي ... معاناة إلى الأبد♥
عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-11-02, 16:38   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
منار المنتدى
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية منار المنتدى
 

 

 
إحصائية العضو










M001 ♥شقة في الطابق الأرضي ... معاناة إلى الأبد♥


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد أصبح الظفر بسكن لائق في وقتنا هذا حلم الكثير من العائلات الجزائرية، تطارده كمن يطارد خيط دخان. وبات هاجسهم الأكبر هو الحصول على هذا المسكن بطريقة أو بأخرى، و قد لا يتوانى الكثير منهم عن إرشاء المسؤول للحصول على غايته ليحصل بعدها على سكن في إحدى العمارات. وهنا تبدأ المعاناة... دعوني أسرد عليكم بعض ما تعانيه عائلتي باقتضاب حتى لا أثقل عليكم.
لقد حبانا الله بنعمة السكن بعد معاناة طويلة، ولكن فرحتنا لم تدم طويلا، فقد بدأت معاناتنا مع جيراننا مباشرة بُعيد انتقالنا إلى ذلك السكن -بالمناسبة مسكننا في الطابق الأرضي- ففي كل يوم نفس المعاناة تترصّدنا: أطفال صغار لا مرتع لهم إلا أمام باب المسكن، لا تسمع منهم إلا صخبا وعويلا وكلاما فاحشا في كل وقت وحين، ورغم عديد شكاوانا للجيران إلاّ أنّ مساعينا باءت بالفشل، و السبب أنّهم لم يجدوا بدا من أن يلعب أبناؤهم أمام العمارة بدل الابتعاد عن أعينهم...
ونوع آخر من المعاناة نعيشه كل شتاء خاصة في الأجواء الماطرة، حيث تكون أرضية البلاط أمام مسكننا دوما متّسخة بما يعلق في الأحذية من طين و غيره، ورغم أننا دوما نناشد الجيران لمساعدتنا في تنظيف تلك الأرضية بما أن جميعهم يمر عليهم إلا أن جميع مساعينا، للأسف باءت بالفشل...
و الكارثة عندما ينتقل جار جديد إلى مسكنه، حيث لا تنعم براحة و لاهدوء في منزلك، ضجيج آلة المثقاب -perceuse- لا يهدأ أبدا، وكذا الطرق على الجدران في كل وقت، و غيرها من الأصوات الحادة التي تثير غضبنا دوما، خاصة عندما يكون أحدنا طريح فراش المرض. ورغم أننا ننهرهم على فعلتهم، إلاّ أنّهم دوما يبرّرون تصرفهم، فلا نجد ما نقول.
و ما زاد من تذمّرنا أكثر أنّ بعض العائلات التي تقطن في الطوابق العليا لا تكترث لنظافة العمارة، حيث أنهم لا يتردّدون في إلقاء ما لا حاجة لهم به كالزجاجات الفارغة والأحذية البالية والأفرشة المهترئة إلى أسفل العمارة، غير مبالين بما تسبّبه فعلتهم تلك من تشويه شنيع لنظافة المكان. ورغم إلحاحنا الكبير عليهم للكفّ من هذا السلوك المسيء إلا أنه لا حياة لمن تنادي، فالحال ما زال على حاله إلى يومنا هذا حتى باتت فكرة الانتقال إلى مسكن آخر تراودنا كي نرتاح من جحيم هذه المعاناة.
أرجو أنني لم أطل عليكم و لم أثر اشمئزازكم بدوركم.
أختكم نوارة








 


رد مع اقتباس