منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - هل خرج محمد بن عبد الوهاب عن الخلافة العثمانية ؟ [مجموعة من العلماء]
عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-10-23, 16:46   رقم المشاركة : 36
معلومات العضو
أبو هاجر القحطاني
عضو فضي
 
الصورة الرمزية أبو هاجر القحطاني
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










B18

هل خرج الشيخ محمد بن عبدالوهاب على الدولة العثمانية؟


د. فهد بن صبح


إن الدارس لحال نجد يلاحظ أنها منذ القرن الثالث الهجري كانت تنازعها سلطات مختلفة، فصلتها عن التبعية المباشرة لدولة الخلافة العباسية ثم العثمانية، فمنذ سنة «251 هجرية» استقلت دولة بني الأخيضر الزيدية في الحجاز عن الدولة العباسية وضمت إليها نجد واليمامة، ثم خضعت نجد واليمامة لنفوذ القرامطة إلى منتصف القرن الخامس الهجري.

وبعدها بقيت هذه الديار مهملة تتنازع عليها الدويلات وفيها زعامات ورئاسات محلية إلى أن جاء الأتراك إلى الأحساء واليمن والحجاز فكانت نجد تحت إشراف الولاة الأتراك في الأحساء أو الحجاز، وفي كل الأحوال كان هذا الإشراف غير مباشر بل هو إلى الشكلي والرمزي أقرب منه إلى الفعلي ومع ذلك انقطع هذا الإشراف كلية حين استقل زعيم بني خالد بالأحساء عام «1080 هجرية».

وحين بدأ الشيخ محمد بن عبدالوهاب دعوته قبيل منتصف القرن الثاني عشر الهجري كان الحكم في نجد كلها لإمارات ومشيخات صغيرة متنازعة، وليس لها تبعية لحكومات أخرى، إلا التبعية الرمزية لحاكم الأحساء وهو مستقل عن الدولة العثمانية عمليا، وكان كل أمير وشيخ في نجد يشعر بالاستقلالية المطلقة.

ومن عقيدة الشيخ «أرى السمع والطاعة لأئمة المسلمين برهم وفاجرهم ما لم يأمروا بمعصية الله ومن ولي الخلافة واجتمع عليه الناس ورضوا به وغلبهم بسيفه حتى صار خليفة وجبت طاعته وحرم الخروج عليه».

وهل يخالف الشيخ فعله قوله وهو مشهود له بالعلم والعمل والإمامة في الدين، هذا من إحسان الظن بعلمائنا رضي الله عنهم.

وعلى كل حال فما يدل من كلام الشيخ على أن الدولة العثمانية ليس لها سلطان على نجد مايلي:

يقول: أن هذا الأمر الذي أنكروا علي، وأبغضوني وعادوني من أجله، إذا سألوا عنه كل عالم في الشام واليمن أو غيرهم، يقولون هذا حق وهو دين الله ورسوله، ولكن ما أقدر أظهره في مكاني لأجل أن الدولة مايرضون وابن عبدالوهاب أظهره، لأن الحاكم عنده في بلده ما أنكره، بل لما عرف الحق اتبعه.

وقوله للأمير بن معمر في بداية الدعوة: أرجو إن نصرت التوحيد أن يملكك الله نجدا وأعرابها.

نجد قبل الشيخ لم تكن تابعة للدولة العثمانية وبالرجوع إلى (قوانين آل عثمان مضامين دفتر الديوان) وهو عبارة عن التقسيمات الإدارية للدولة العثمانية تثبت أنه لا يوجد وال لنجد ولا نفوذ عليها من قبل العثمانيين كبقية العالم الإسلامي لأنه معلوم ليس كل الدول الإسلامية تابعة للدولة العثمانية.

وقبل الدعوة ليس هناك نفوذ واضح لبني خالد بل قتال بين الدرعية وبني خالد وكذلك الدولة الجبرية ولا الأشراف في مكة بل هي مسرح للصراع القبلي.

يقول أمين سعيد حاولنا أن نبحث عن اسم وال لنجد فلم تسعفنا المصادر العثمانية بذلك.

يقول حسين خزعل لما ظهر العثمانيون على المسرح السياسي لم يكن لهم عليها نفوذ.. ويقول جاكلين بيرين: الجزيرة العربية ظلت ممتنعة على العثمانيين لم يخضعوها بسبب صحرائها الممتدة.

قال الشيخ ابن باز لم يخرج الشيخ ابن عبدالوهاب على الدولة العثمانية فيما أعلم فلم يكن فيها رئاسة ولا إمارة للعثمانيين إنما خرج على الأوضاع الفاسدة في بلده.

ويقول نسيب الرفاعي ان المتصوفة هم من أوغر صدر الخليفة العثماني على دولة آل سعود وقلبوا له الأمور.

ويقول د.عجيل النشمي لم نعثر على فتوى له تكفر الدولة العثمانية بل حصر افتاءاته في البوادي القريبة منه التي كان على علم بأنها على شرك.

وقال النشمي أيضا: نجد وما جاورها لم تعرها دولة الخلافة أهمية تذكر ولم تحرك ساكنا أو امتعاض يذكر رغم توالي أربعة سلاطين في حياة الشيخ.

وقد صرحت بريطانيا على لسان مندوبها الكابتن سادلير الذي بعثته لإبراهيم باشا عندما اسقط الدولة السعودية الأولى تهنئة على هذا النصر وطلبت منه التعاون لسحق نفوذ الوهابيين بشكل كامل.