جلستٌ... على مقعدى...
بعد عناء البحث فى عربةِ القطارِ المتجة نحو الجنوبْ ....
لم يشغلنى غير تسكين الحقائب والمتاع ...!
وحتى لم أتفحص من كانوا بجوارى ولم يشغلنى أمرهم ....
فما يشغلنى ماذا سأفعل حين أصل منزلى ...؟
وأرسم خططى لقضاء الأجازة ...!
فى الصباح ..أمضى إلى المقهى لأخذ فنجان القهوة العربى ...
مع وجبة الفطار ...
وتذكرت كيف تعانى أمى فى إقناعى أن أفطر .,
قبل أن أمضى لقضاء مصالحى ....
كم أنا أشتاق لها ولحنانها وعطفها ...
فهى لم تقتنع يوماً أنى كبرت ...
وصرت رجلاً فى العقد الرابع من العمر ,
ما زلت فى عينها صغيراً أحتاج الرعايه والنصيحة .
وكم هى تستفزنى بأفعل كذا ولا تفعل كذا ...فاهم
تبسمت وخرجت منى ضحكة ...
على ملامحها فى خيالى وأنا أقول حاضر ..
"حاضر منعاً للجدال "......
وهنا وجدت الأصوات تعلوا من حولى ....
ما بين سب وصراخ ...
فعدت من شردى إلى أحداث القطار ....
فأخذت أفصل بين المتشاجرين شابين ومسن .,
وكان خلافهما على أرقام مكررة للمقاعد ...
ولم يلحظ الشابين أنهما فى العربة الخطأ...
فهم فى العربة (4) وليس عربة (5)
وبعد أن فهما ذهبا بعد أن إعتذرا عما بدا منهم للعجوز ...
هذا الرجل الذى جاء لتوديع أبنته وبناتها بعد قضاء الأجازة ..
فهم فى طريق العودة إلى منزلهما فى مدينتى ....
ولكن هم من بلدة غير التى أنا منها .
وأخذ الجد يوصينى بهم وأن أحسن عاملتهم ..وأرعاهم .
ويحثنى بشهامة ورجولة أهل الصعيد ...وأننا أبناء مدينة واحدة .,
وأطلق القطار صافرة الإنذار لنزول المودعين والإستعداد للقيام بالرحلة ..,
لى عودة للأستماع لهمس الأيام ...!