منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - من مواقف علماء الجزائر
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-05-17, 10:20   رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
ابو مريم الجزائري
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي من ذكريات ومقالات بعزيز بن عمر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بعزيز بن عمر، إسمه الإداري (عبد العزيز بعزي) حسب ما هو مسجل في المصالح الإدارية لمسقط رأسه قرية آث حماد الواقعة في عرش إعزوزن دائرة (أزفون) ولاية تيزي وزو.
ولد في (10/2/1906م)، درس على يد والده، ثم انتقل إلى زاوية عبد الرحمن اليلولي المشهورة في بلاد القبائل، ومنها إلى قسنطينة ليلتحق بدروس الإمام ابن باديس ويلازمه حتى وفاته رحمه الله، سافر إلى تونس بنية الدراسة في جامع الزيتونة المعمور، لكنه عاد بعد فترة وجيزة.
يعتبر باعزيز بن عمر من الرجال العصاميين الذي اعتمدوا – بعد الله – على إرادتهم وحبهم للعلم والثقافة، حيث أنه أتقن بجهوده الشخصية اللغة الفرنسية كتابة ونطقا، وأهتم بالتراث المحلي فأصبح مرجعا وحجة فيه، كما قرأ وطالع الكتب التاريخية فكانت له اسهامات ودراسات تاريخية معتبرة.
بعد أن أكمل دراسته امتهن التعليم والصحافة في إطار جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، فكان مدرسا ناجحا في مدرسة الشبيبة بالعاصمة التي كان يديرها شاعر الجمعية محمد العيد آل خليفة، ومن زملائه في التدريس بها عبد الرحمن الجيلالي، فرحات ابن الدراجي، باعزيز بن عمر، الهادي السنوسي، وغيرهم.

أشتهر بكتاباته الإصلاحية والأدبية في جرائد ومجلات جمعية العلماء المسلمين كالشهاب والبصائر، توفي رحمه الله (06/05/1977م)
ومما تجدر الإشارة إليه في هذا المقام أن المقالات التي كان يكتبها يمضيها باسم " الفتى الزواوي " ولهذا الإسم المستعار قصة سنرويها في كتابات قادمة.
هذه المقدمة التي كتبتها للتعريف بهذا الرجل المصلح الذي كتب الكثير من ذكرياته عن الامامين الرئيسين عبد الحميد بن باديس ومحمد البشير الابراهيمي، وسأقوم بإذن الله بنقل ما تيسر من ذكرياته عن جمعية العلماء المسلمين ورجالاتها، وكذا مقالاته حتى يطلع عليها الإخوة والأخوات.

-----------

" شعور طلبة الزوايا بالزواوة نحو جمعية العلماء المسلمين "

اجتمعت في هذه الأيام بكثير من طلبة الزوايا بمناسبة رجوعي من قسنطينة في ختام السنة الدراسية فوجدتهم قد بلغهم تأسيس هذه الجمعية المباركة بسرور، جمعية العلماء التي هي مطمح كل مسلم يريد الخير لهذه البلاد ، وأنهم سيعملون على نصرتها إلى النفس الأخير ، وذلك بان يحسنوا الاستعداد من الآن بطلب العلم الصحيح وسهر الليل الطويل حتى يكونوا بحول الله وقوته من رجال تلك الأدوار المقبلة وشيوخ هاتيك الجماعات الآتية في الطريق.
هكذا كانت جمعيتكم أيها السادة عاملا عظيما في تشجيعنا وتنشيطنا معشر الشباب المتعلم ، وكل عامل يعمل لخير هذه الأمة رغم صعوبة المسلك، كما سيكون إقبالنا على الاسترشاد بهديكم والاستنارة بأنوار علومكم الغزيرة وآرائكم الصائبة مشجعا منشطا على عملكم المبرور.
إن الزوايا التي كانت تضم في ساحتها هذا الشعور الحي وهذا الوجدان الحر، والتي كانت أنجبت رجالا قديما كانوا المثال الأعلى للنبوغ في هذه الربوع لجديرة باهتمام جمعيتكم واهتمام كل مسلم يحمل بين جنبيه إيمانا صحيحا، ويفكر فيما أبناء جلدته إليه صائرون من التقهقر الساحب عليهم أذياله والقابض على أزمة عقولهم في عصر تقدم فيه الزنجي في مجاهيل أمريكا.
ذاك أن هذه الزوايا بصفتها معاهد علمية ومدارس نظامية بالنسبة إلى عصر تأسيسها كانت حاجتنا اليوم ماسة إلى رجال مفكرين مصلحين يقومون بإصلاح التعليم فيها، وبإدخال الأنظمة العصرية المفيدة في أقرب وقت ...

بعزيز بن عمر الزواوي

مجلة الشهاب، السنة السابعة: ربيع الثاني 1350هـ/ أوت 1932 م









رد مع اقتباس