وجه كسته التجاعيد ، وجسم نحيل عصف به البؤس والشقاء فوهنت قوته . شاهدته يمشي بخطى ثقيلة ، وكان يضع على رأسه الأشيب قبعة بالية تقيه لفح الـهجير ، عيناه غائرتان مظلمتان .أما ثقل السنين فلقد ترك عليه آثـاره ،فبدت هزالا في جسمه ورجفة في يديه ، وكأن الأيام أبت إلا أن تسقيه كأس العـذاب حتى الثمالة . فتركته شريدا يستجدي وفي يده اليمنى عصاه التي لا يفارقها أنى سار . رأيته قد خطى بعض خطوات ثم وقف ، ثم استأنف سيره وكانت أمامه حفرة قد خـفت أن يهوي فيها فأسرعت لإنقاذه والألم يمـزق أحشائي أسفا على هذا المسكين الذي لو كان بصيرا لوصل إلـى مبتغاه ، وتخلص من عبودية الـفقر، وقيد العجز ، وراح كغيره فـي معترك الحياة ليحيا حياة حرة هانئة. مما راق لي