منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - من مواقف علماء الجزائر
عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-07-17, 18:15   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
ابو مريم الجزائري
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نواصل مع الامام عبد الحميد وصف رحلاته وزياراته
غيليزان:
"أول من اجتمعنا به من فضلائها الأخ الشيخ مولاي محمد احد أهل العلم وشيخ الزاوية بها، وهذا من شيوخ الزوايا الذين لهم رغبة في نشر العلم وهداية الناس وسعة صدر في سماع الحق وأدلته وذهب بنا إلى دكان التاجر النشيط المهذب السيد ابن منصور مصطفى التلمساني ثم اجتمعنا بقاضي البلد العالم الماجد الهمام الشيخ بوخلوة آل بوعبد الله رجل شهامة وعمل وكرم، واجتمعنا بالسيد المنور كلال رجل يتقد ذكاء ويفيض معرفة ويفوح ادبا ولطفا، وكنت مشتاقا للاجتماع بسيدي الحاج العربي التواتي وبلغني انه كان بغيليزان ثم بلغني انه سمع بنا ورآنا ولم يشأ أن يجتمع بنا، فعجبنا لذلك وأسفنا، ثم زال عجبنا لما بلغنا أن في قلبه شيئا على جمعية العلماء - وقاها الله شر كل ذي شر - وقلنا ليته تنازل فاجتمع بنا فكنا لا نفترق - بإذن الله - إلا على محبة وخير ورجوع للحق، ولهذا الأخ الشيخ العربي كتاب عندنا يعاتبنا فيه على دعوتنا للتوحيد ويخلط فيه بين دعاء المخلوق وطلب المؤمن الدعاء من أخيه، ولعلنا نجد فرصة لنشر هذا الكتاب والتعليق عليه، ووجدنا بغيليزان السيد مهدي بن الشيخ بوعبد الله آل بوعبد الله في انتظارنا وهو شاب نجيب تلميذ بجامع الزيتونة فرافقنا إلى تمام الرحلة بوهران، ورأينا منه آدابا وأخلاقا شريفة ، وزارنا في النزل الأخ العالم الفاضل الشيخ محمد آل سيدي عدة فأكد علينا في القدوم الى تيارت، وقد كنت عازما على الذهاب إليها من قبل واستدعانا إلى النزول ضيوفا عندهم فشكرنا له كرمه ولطفه ووعدناه بالقدوم إليهم. وبلدة غليزان مثل بلدة الأصنام من ناحية التجارة بل أكثر ومثل مليانة من ناحية المعارف، وقد أضافنا فيها فضيلة الشيخ القاضي والشيخ مولاي محمد.
مستغانم:
قصدنا من المحطة الى مسجد الأخ الشيخ بلقاسم بن حلوش لما بيننا من سابق المعرفة بالمكاتبة وروابط المودة المتأكدة ولأن ابنه الشيخ مصطفى أحد مريدينا ومن أعزهم علينا فتلقيانا بالحفاوة والسرور الزائدين وانزلنا على الرحب والسعة ومن غده دعا للعشاء معنا أعيان البلد منهم فضيلة الشيخ المفتى سيدي عبد القادر بن قارة مصطفى وسماحة الشيخ احمد بن عليوة شيخ الطريقة المشهورة ، وكان هذا أول تعرف بحضرتهما فكان اجتماعا حافلا بعدد كثير من الناس ولما انتهينا من العشاء ألقيت موعظة في المحبة والأخوة ولزوم التعاون والتفاهم على أساسهما وان لا نجعل القليل مما نختلف فيه سببا في قطع الكثير مما نتفق عليه، وان الاختلاف بين العقلاء لا بد ان يكون ، ولكن الضار والممنوع المنع البات هو ان يؤدي بنا ذلك الاختلاف إلى الافتراق، وذكرنا الدواء الذي يخفف من الاختلاف ويعصم من الافتراق وهو تحكيم الصريح من كتاب الله والصحيح من سنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، فاستحسن الشيوخ الحاضرين ذلك وحل من الجميع محل القبول، والحق يقال أن اغلب الناس ممن رأينا صاروا يشعرون بألم الافتراق وينفرون منه ويصغون الى دعوة الوفاق والتحاب.
...أهل مستغانم أهل ذكاء وحسن نية وإقبال على العلم والشيخ مصطفى بن حلوش قائم في مسجده بالتعليم والإرشاد للعامة بدروس ليلية وساع في تحصيل رخصة من الحكومة لتعليم الصغار، وقد اضافنا فيها الشيخ ابن حلوش ابو مثوانا والشيخ الحاج الأعرج والشيخ احمد بن عليوة والسيد الجيلاني التادلوتي عائلة دين وفضل وعمل، ولو اتسعت المدة لكنا تشرفنا بكثير غيرهم منهم صاحب الفضيلة الشيخ المفتي العالم المطلع المنصف الذي كاد ان لا يسامحنا بالسفر في اليوم الذي عيناه.
زاوية الشيخ ابن طيكوك:
لزاوية الشيخ ابن طكوك في مستغانم وكيل بلغه أنني ارغب في الذهاب إلى الزاوية للتعرف بأهلها وتعريفهم بالجمعية ومقاصدها فجاءنا بالسيارة إلى النزل فامتطيناها إلى الزاوية في بوقيرات فتلاقانا السيد الحاج مصطفى احد الإخوة الثلاثة أصحاب الزاوية وشيخ الزاوية السيد عبد القادر كان غائبا وأخوه الشيخ محمد كان متمرضا فأكرم نزولنا وبتنا ليلة وودعناهم في صبيحتها، وحدثناه عن الجمعية فاظهر ابتهاجه بها وقدم مائتي فرنك لإعانتها.

مجلة الشهاب عدد رجب 1350 هـ/ نوفمبر 1931م
ج11 م 7 ص 664 (7/726).










رد مع اقتباس