منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الطائفية والتحزب والتمذهب سرطان يخرب الاسلام احذروه
عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-02-22, 11:47   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
ينابيع الصفاء
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

وجوب بغض الكافرين من العرب و غيرهم، و معاداتهم و تحريم موالاتهم و اتخاذهم بطانة و النصوص في هذا المعنى كثيرة منها قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَ النَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَ مَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ[15] الآية سبحان الله ما أصدق قوله و أوضح بيانه.

و القرآن يدعو إلى موالاة المؤمنين و معاداة الكافرين أينما كانوا و كيفما كانوا، قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ[16] و يقول الله سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَ عَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ إلى قوله تعالى وَ مَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ[17].

شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَ مَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَ مُوسَى وَ عِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَ لا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ[18]

و يقول سبحانه قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَ الَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَ مِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَ بَدَا بَيْنَنَا وَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَ الْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ[19]

و قال تعالى: لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ لَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ[20]
...........
و قد أوجب الله على المسلمين: أن يتكاتفوا و يتكتلوا تحت راية الإسلام، و أن يكونوا جسداً واحداً، و بناءً متماسكاً ضد عدوهم، و وعدهم على ذلك النصر و العز و العاقبة الحميدة، كما تقدم ذلك في كثير من الآيات، و كما في قوله تعالي: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا[21] الآية.

و قال تعالى: وَ لَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ وَ إِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ[22] فوعد الله سبحانه عباده المرسلين، و جنده المؤمنين بالنصر و الغلبة، و استخلافهم في الأرض و التمكين لدينهم، و هو الصادق في وعده، وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ[23]
..........
و إنما يتخلف هذا الوعد في بعض الأحيان بسبب تقصير المسلمين، و عدم قيامهم بما أوجب الله عليهم من الإيمان بالله، و النصر لدينه، كما هو الواقع، فالذنب ذنبنا لا ذنب الإسلام، و المصيبة حصلت بما كسبت أيدينا من الخطايا، كما قال تعالى: وَ مَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَ يَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ[24]

فالواجب على العرب وغيره: التوبة إلى الله سبحانه، و التمسك بدينه، و التواصي بحقه، و تحكيم شريعته، و الجهاد في سبيله، و الاستقامة على ذلك من الرؤساء و غيرهم، فبذلك يحصل لهم النصر و يهزم العدو، و يحصل التمكين في الأرض، و إن قل عددنا وعدتنا، و لا ريب أن من أهم الواجبات الإيمانية: أخذ الحذر من عدونا، و أن نعد له ما نستطيع من القوة، و ذلك من تمام الإيمان، و من الأخذ بالأسباب التي يتعين الأخذ بها، و لا يجوز إهمالها، كما في قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ[25] و قوله تعالى: وَ أَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ[26]
........
و ليس للمسلمين أن يوالوا الكافرين أو يستعينوا بهم على أعدائهم، فإنهم من الأعداء و لا تؤمن غائلتهم و قد حرم الله موالاتهم، و نهى عن اتخاذهم بطانة، و حكم على من تولاهم بأنه منهم، و أخبر أن الجميع من الظالمين، كما سبق ذلك في الآيات المحكمات،
و ليعلم أعداء الله أن المسلمين ليسوا في حاجة إليهم، إذا اعتصموا بالله، و صدقوا في معاملته.
لأن النصر بيده لا بيد غيره، و قد وعد به المؤمنين، و إن قل عددهم و عدتهم كما سبق في الآيات و كما جرى لأهل الإسلام في صدر الإسلام،
و يدل على تلك أيضا قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَ مَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقلُونْ[27]

فانظر أيها المؤمن إلى كتاب ربك و سنة نبيك عليه الصلاة و السلام كيف يحاربان موالاة الكفار، و الاستعانة بهم و اتخاذهم بطانة، و الله سبحانه أعلم بمصالح عباده، و أرحم بهم من أنفسهم، فلو كان في اتخاذهم الكفار أولياء من العرب أو غيرهم و الاستعانة بهم مصلحة راجحة، لأذن الله فيه و أباحه لعباده، و لكن لما علم الله ما في ذلك من المفسدة الكبرى، و العواقب الوخيمة، نهى عنه و ذم من يفعله، و أخبر في آيات أخرى أن طاعة الكفار، و خروجهم في جيش المسلمين يضرهم، و لا يزيدهم ذلك إلا خبالا، كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ بَلِ اللَّهُ مَوْلاكُمْ وَ هُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ[28]

و قال تعالى: لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلا خَبَالًا وَ لَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَ فِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَ اللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ[29]

فكفى بهذه الآيات تحذيراً من طاعة الكفار، و الاستعانة بهم، و تنفيراً منهم، و إيضاحاً لما يترتب على ذلك من العواقب الوخيمة، عافى الله المسلمين من ذلك، و قال تعالى: وَ الْمُؤْمِنُونَ وَ الْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ[30]


و قال تعالى: وَ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَ فَسَادٌ كَبِيرٌ[31].
................
إن اجتماع المسلمين حول الإسلام، و اعتصامهم بحبل الله، و تحكيمهم لشريعته، و انفصالهم من أعدائهم و التصريح لهم بالعداوة و البغضاء، هو سبب نصر الله لهم و حمايتهم من كيد أعدائهم، و هو وسيلة إنزال الله الرعب في قلوب الأعداء من الكافرين، حتى يهابوهم و يعطوهم حقوقهم كاملة غير منقوصة، كما حصل لأسلافهم المؤمنين.
فقد كان بين أظهرهم من اليهود و النصارى الجمع الغفير، فلم يوالوهم و لم يستعينوا بهم، بل والوا الله وحده، و استعانوا به وحده، فحماهم و أيدهم و نصرهم على عدوهم و القرآن و السنة شاهدان بذلك، و التاريخ الإسلامي ناطق بذلك، قد علمه المسلم و الكافر.
و قد خرج النبي صلى الله عليه و سلم يوم بدر إلى المشركين، و في المدينة اليهود، فلم يستعن بهم، و المسلمون في ذلك الوقت ليسوا بالكثرة، و حاجتهم إلى الأنصار و الأعوان شديدة، و مع ذلك فلم يستعن نبي الله و المسلمون باليهود، لا يوم بدر و لا يوم أحد، مع شدة الحاجة إلى المعين في ذلك الوقت، و لا سيما يوم أحد، و في ذلك أوضح دلالة على أنه لا ينبغي للمسلمين أن يستعينوا بأعدائهم، و لا يجوز أن يوالوهم أو يدخلوهم في جيشهم، لكونهم لا تؤمن غائلتهم، و لما في مخالطتهم من الفساد الكبير، و تغيير أخلاق المسلمين، و إلقاء الشبهة، و أسباب الشحناء و العداوة بينهم، و من لم تسعه طريقة الرسول صلى الله عليه و سلم و طريقة المؤمنين السابقين فلا وسع الله عليه.
و أما حقد غير المسلمين على المسلمين إذا تجمعوا حول الإسلام، فذلك مما يرضي الله عن المؤمنين و يوجب لهم نصره، حيث أغضبوا أعداءه من أجل رضاه، و نصر دينه و الحماية لشرعه.
و لن يزول حقد الكفار على المسلمين، إلا إذا تركوا دينهم و اتبعوا ملة أعدائهم، و صاروا في حزبهم، و ذلك هو الضلال البعيد و الكفر الصريح، و سبب العذاب و الشقاء في الدنيا و الآخرة، كما قال سبحانه: وَ لَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَ لا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَ لَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَ لا نَصِيرٍ[36]

و قال تعالى: وَ لا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَ مَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَ هُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ[37]

و قال تعالى: ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَ لا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَ إِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَ اللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ[38]

فأبان الله سبحانه و تعالى في هذه الآيات البينات: أن الكفار لن يرضوا عنا حتى نتبع ملتهم، و ندع شريعتنا، و إنهم لا يزالون يقاتلونا حتى يردونا عن ديننا إن استطاعوا.
و أخبر أنه متى أطعناهم و اتبعنا أهواءهم، كنا من المخلدين في النار، إذا متنا على ذلك، نسأل الله العافية من ذلك، و نعوذ بالله من موجبات غضبه و أسباب انتقامه.
..........
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز.











رد مع اقتباس