منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - ۝♦۝ لإِدْرَاجُ نُصُـــوصْ مُسَابَقَـــةْ "النَـــصُ الـــذَهَبِـــي" ۝♦۝
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-08-05, 00:11   رقم المشاركة : 35
معلومات العضو
〖سَيِّدَةُ اَلْقَمَـرْ〗
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية 〖سَيِّدَةُ اَلْقَمَـرْ〗
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ثَرثَرةٌ صَامتَة .



**
فِي ليلَة لَمْ يُؤنِسُنِي فِيهَا ضَوء القَمَـرْ ،

حملتُ عَلى ظهرِي كلّ أوجَاعِي...وَ مضيتْ.
كنتُ في الليلَة السَابقَة قدْ قمتُ بتحضيرِ حقَائبِي ،
وضعتُ فيهَا بقَايَا أحلَامِي العذبَة ..
و تلك الأوراقْ التِي مزقتُها ثُمَ طويتُهَا ...
بعدمَا أنهيتُ كتابَة جراحِي الغائرَة التِي لمْ تنتهِي بعدُ..
بَلْ تزيدُ كلّمَا نثرتُ عليهَا ملحَ الذكريَاتْ.
تلكَ الذكريَاتْ التِي لَا أزَالُ وفيَّة لهَا منذُ زمنْ ..
لاَ تزَالُ هيَ تُعيدُنِي إلَى حيثُ لاَ أستطيعُ الرجُوع مُجددًا ،
إلّا وَ معِي ألفَ آهٍ..
وَ غصَّة عَالقَة بحلقِي ،
تُؤلمنِي حدَّ البُكَاءْ بِحُرقَة...
كَمسَاءْ ذلكَ الوَداعْ الّذي بللتهُ الدُموعْ ،
اِكتَساهُ كَثيرًا منَ الصمتْ...
و نظرَاتٌ أخيرَة كَادتْ تصرخُ وجعًا.
وَرَاءَ ذلكَ المَسَاءْ ،
تعلمتُ كيفَ أكبسُ علَى وجعِي ..
حتَى لَا يسمع صرَاخهُ أحدْ.
تعلمتُ كيفَ أنسَى حُزنِي ،
حتى لاَ ينتبهُ إليهِ أحدْ .
تعلمتُ كيفَ أخفِي بُكَائي خلفَ كبريَاءِ أُنثَى ..
تعلمتُ كيفَ أصمُد حينَ تهبُّ ريَاحُ الحنينْ ,
مهمَا اِحتشدَ القلبُ بالشوقْ .
مهمَا تبعثرتْ الأورَاقْ ،
مهمَا اِكتويتُ بنَارِ الفُرَاقْ ..
يحتفِي بِي الوجعْ ،
رغمَ يقينَهُ أنّي مهزُومَة ..
يُجهزُ لِي فوقَ طَاولَة قَلبِي كأسًا يفيضٌ بالذكريَاتْ..
وَ أورَاقًا كنتُ قد قَدْ كتبتُ فيهَا أجملَ الأحلَامْ ،
رميتُهَا بعيدًا بعدَ ذلكْ ..
لكنِي لاَ أدرِي من أينَ أتَى بهَا ...وَ كيفْ !
ثًمَ دعَانِي للرقصْ ، بكلّ هدُوءِ قُمتْ..
بعدمَا اِقتلعتُ شوكَ ذلِكَ المنديلْ الذِي كَان يحيطُ بحلقِي ،
وَ كفكفتٌ الدمعْ بكلتَا اليدينْ...
قمتُ أرقصُ عَلى أطلالِ قلبِي ,
كنتُ قدْ ثملتُ ألمًا ، وجعًا ..
وَ كأنَ الرُوحَ منِي تَخرجْ .
عَلى إيقَاعِ تلكَ الصرخَاتْــ ،
حينَهَا ، سقطَ المطرٌ أسودُ اللونِ منْ عينَايَ.
شعرتُ أنِّي كنتٌ بحَاجَة إلَى شيْئاً يُشبهُ المطرْ..
يشبهُ عفويتُهِ..وَ رقتِهْ ، وَ صوتِهْ.
لأغتسِلَ بهِ منْ كُلِّ سوَادٍ يَلفُنِي..
أنهيتُ رقصِي بعنفٌوَانٍ ,
و خرجتُ أركضُ ، ناسيةً كعبِي العَالِي فِي احدَى زَوَيَا المَكَانْ..
ربّمَا كَانَ عليَّ نسيَانهْ منذُ زمنٍ،
كيْ لَا أتعثرْ مرّة أخرَى ..
كيْ لاَ أسقطْ مرَّة أخرَى ,
لقدْ تعبتْ كثرَة السقُوطْ..
و عُدتُ بلهفةٍ ،
أحَملُ حَقاَئَبي وَ أعَوُدُ ..
للألمِ الذَي نَويَتْ هَجرانهُ وَ لمْ أستَطيعْ !

ثرثَرةٌ صَامتَة | بقلمـ : بٌشْرَى.بْ.

2012/08/04
الـ15:05.