منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - بداية التراجع الأمريكي ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-08-02, 03:22   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الزمزوم
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية الزمزوم
 

 

 
إحصائية العضو










Hot News1 بداية التراجع الأمريكي ..

الحرب على سوريا: بداية التراجع الأميركي


هنالك الدائرة الدولية التي تضم الدول المعروفة تقليدياً بأنها استعمارية وامبريالية والممتدة، بوجه عام، من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا إلى اليابان وأستراليا.

وهنالك الدائرة الإقليمية التي تضم دولاً كتركيا والسعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة وليبيا والمغرب، وبشكل أو بآخر مصر وتونس.


وهنالك الدائرة المحلية التي تضم ما لا يحصى من المجموعات المسلحة المكونة من المرتزقة، وعملاء أجهزة الاستخبارات، والمنشقين عن الجيش، واللصوص بكل ما تعنيه اللصوصية. فقد قام متمردون ناشطون في سوريا بالسطو مؤخراً على عشرات الشاحنات التركية وذلك على الرغم من كل الدعم الذي تقدمه تركيا لما يسمى بالثورة السورية! وليس ذلك غير مثال على أشكال اللصوصية الكثيرة التي تمارسها الجماعات المسلحة بحق المواطنين والتجار السوريين.


وهنالك أيضاً الدائرة الرابعة المكونة من آلاف المقاتلين القادمين إلى سوريا من كل مكان، إضافة إلى آلاف أخرى من المقاتلين الذين يتم تجميعهم في فنادق الأردن وتركيا وغيرهما من البلدان المجاورة بعد أن جرى إعدادهم وتدريبهم على يد مختصين من الاستخبارات الأميركية والأوروبية والإسرائيلية والعربية، وكذلك على يد وكالات عسكرية أميركية خاصة من نوع "بلاك ووتر" ذات السمعة السيئة بسبب جرائمها في العراق.


هذه الدائرة الأخيرة تضم مقاتلين من تنظيم القاعدة. كما تضم على ما ذكره أحد مراسلي صحيفة الـ "غارديان" البريطانية، مقاتلين قدامى حاربوا المحتلين الأميركيين في العراق. ثم جاؤوا إلى سوريا (وهذا ما لم يذكره المراسل) للمساعدة على احتلالها من قبل الأميركيين أنفسهم.

كل واحدة من هذه الدوائر تضطلع بمهمة خاصة بها تتراوح بين تمويل الجماعات الإرهابية وتسليحها، والعمل الديبلوماسي في الأمم المتحدة وغيرها، والعقوبات الاقتصادية، والدعاية، وتنويعات الحروب النفسية، والمباشرة، وشبه المباشرة، والسرية.

وهي تنسق فيما بين أنشطتها: أجهزة الاستخبارات الأميركية التي تقدم للجماعات المسلحة عبر الأقمار الصناعية صوراً تمكنها من تحديد مواقع الجيش السوري وتحركاته.

وتحرك شبكة واسعة من المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام وشهود الزور ممن يسمون بشهود العيان والنشطاء الحقوقيين المزعومين. أما وظيفة هذه الشبكة فهي تنظيم أشكال الافتراء على النظام السوري وهي تخترق وسائل الإعلام السورية بهدف استخدامها في ما تقوم به من حملات التضليل والتسميم الإعلاميين. كما تحاصر وكالات الأنباء السورية وتفرض العقوبات على قنوات التلفزة وتغتال الصحافيين وتوقف البث على الفضائيات سعياً إلى منع انتشار المعلومات الحقيقة عن سير الأحداث.


وهي تزود الجماعات الإرهابية بالسلاح بما في ذلك القذائف المتطورة الخارقة للدروع، وبوسائل الاتصال التي تساعدها على ما يقوله وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، "في إحراز التفوق على قوات نظام بشار الأسد". وكل ذلك لا يستفرغ جميع الأنشطة العدوانية التي يمارسها أعداء سوريا. لكن الوقائع المذكورة تكفي لتكوين فكرة عن مدى انخراطهم في عملية تدمير سوريا الشعب والنظام والدولة.


لقد وقعت في التاريخ القديم والحديث غزوات واسعة النطاق وحروب عالمية. لكن التاريخ لم يشهد حرباً كونية وشاملة ومحمومة وظالمة بمستوى الحرب على سوريا. ومع هذا، فإن سوريا تقاوم. وتنتقل مع بابا عمرو ودمشق وحلب من نصر إلى نصر على طريق النصر الحاسم.

منذ بداية الحدث السوري، نسمع الكثير من الكلام عن السقوط الوشيك للنظام وعن "اليوم التالي" لهذا السقوط، أي اليوم الذي يأمل أعداء سوريا بأن يكون اليوم الذي يبدأ فيه تنفيذ المشروع الهادف إلى تحويل المنطقة العربية والإسلامية إلى شرق أوسط كبير تلعب فيه وبه الولايات المتحدة والكيان الصهيوني بكل حرية.

مع الحلقة الأخيرة من حلقات حرب التنظيف التي يقوم بها الجيش العربي السوري في حلب، سيكون "اليوم التالي" يوم خروج سوريا من محنتها خروجاً كخروج طائر الفينيق من رماده. سوريا أكثر قوة وأكثر شهامة وكرماً. سيكون اليوم الذي تصبح فيه سوريا رافعة للتحولات الكبرى التي ستقود إلى انهيار الأنظمة الاستكبارية والعميلة، والتي ستفتح أمام شعوب المنطقة سبلاً حقيقية نحو الانعتاق، وخصوصاً نحو تطهير مفاهيم العروبة والإسلام من التشوهات التي لحقت بها في الماضي والتي تواصل تشويهها في أيامنا هذه.


وعلى جري عادتهم، فإن الأميركيين الذين لم يوفروا جهداً، قبل الانتصارات التي أحرزها الجيش السوري في الأيام القليلة الماضية، في الإساءة إلى سوريا، قد بدأوا بالتراجع. فنحن لم نعد نسمعهم يكررون الكلام بعد الكلام عما يسمونه بـ "رحيل الأسد". لا بل هنالك ما هو أكثر دلالة من ذلك: سفيرهم في موسكو يقول اليوم، وهو يتكلم بالطبع باسم الحكومة الأميركية، بأن الأميركيين ليسوا معادين للسوريين الذين يدعمون الأسد. ويضيف: "هذه الحرب ليست حربنا. فنحن مع المفاوضات"!!!

31-07-2012








 


رد مع اقتباس