صدرت محكمة الثورة الإيرانية في طهران حكماً بالسجن لعام ونصف العام، بحق الدكتور صادق زيبا كلام، أستاذ العلوم السياسية في جامعة طهران المحلل السياسي المعروف بآرائه الجريئة في انتقاد اليمين المتشدد في إيران.
وكتب زيبا كلام على صفحته على موقع فيسبوك، أن محكمة الثورة في طهران أصدرت هذا الحكم بسبب اتهامه بـ"الدعاية ضد الجمهورية الإسلامية، ونشر الأكاذيب لتضليل الرأي العام، وإهانة مسؤولي القضاء الإيراني".
وقال زيبا كلام إن هذه التهم جاءت على خلفية "آرائه وتوجيهه رسائل انتقادية مفتوحة لمستشار المرشد الأعلي للشؤون السياسية حسين شريعتمداري، ومندوب البرلمان حميد رسايي، حول البرنامج النووي الإيراني، وكذلك حول قضية الاختلاسات المالية الكبرى في إيران".
وكان زيبا كلام قد هاجم شريعتمداري في رسالته متسائلاً: "ماذا ربحنا من البرنامج النووي في سبيل التمنية والتقدم في بلدنا؟". وانتقد قوى اليمين المحافظ الذين يعارضون المفاوضات مع الغرب، واصفاً إياهم بالواهمين، أثناء كلمة له ألقاها في جامعة مشهد قائلا إنّ إيران "تفعل في مفاعل نطنز وفوردو ما فعله البريطانيون منذ عدة سنوات".
كما انتقد الهجوم المركّز على روحاني بسبب سياسة الانفتاح على الغرب فيما يخص البرنامج النووي قائلاً إنه كان يتم "منع توجيه أصغر انتقاد لسياسة المحافظين النووية في عهد أحمدي نجاد".
وفي ما يتعلق بتصريحاته حول قضية الاختلاسات المالية، كان زيبا كلام قد انتقد تنفيذ حكم الإعدام بحق أمير خسروي، أحد متهمي ملف الاختلاسات المالية، قائلاً إن "محكمة الثورة استندت إلى فتاوى مراجع الدين في قم، بقضية إعدام أمير خسروي، حيث لم تكن هناك أدلة تدين الرجل، وعلى العكس كان يجب تكريمه لما قام به من خدمات لإنقاذ اقتصاد البلاد"، وذلك في لقاء مع تلفزيون "من وتو" الذي يبث من لندن.
وازداد غضب المتشددين ضد زيبا كلام عندما انتقد في وقت سابق التصريحات الإيرانية العدائية ضد إسرائيل، قائلاً إن "إيران صرحت عدة مرات بأنها تريد تدمير إسرائيل، في حين لم يسبق لأي دولة تمتلك برنامجًا نوويًا، صرحت بنيّتها تدمير بلد آخر"، حسب وكالة إيسنا الطلابية للأنباء.
وأضاف زيبا كلام "أنا لا أعرف من كلّف إيران بتدمير إسرائيل"، ليطرح بعدها سؤالاً مفاده: "هل أوكلت الأمم المتحدة مثلاً هذه المهمة لإيران؟!".
من هو زيبا كلام؟
صادق زيبا كلام من مواليد عام 1948 في طهران، ويحمل شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة بردفورد البريطانية، وهو أستاذ الحقوق والعلوم السياسية بجامعة طهران.
ويعتبر زيبا كلام من أشد منتقدي العنصرية الفارسية تجاه العرب والشعوب الأخرى بشكل عام، وإزاء القوميات غير الفارسية في إيران بشكل خاص.
وخلال مقابلة كان قد أجراها مع أسبوعية "صبح آزادي" الإيرانية، دعا صادق زيبا كلام إلى نقد النزعة لعنصرية لدى الإيرانيين قائلاً: "أعتقد بأن الكثير من الإيرانيين يكرهون العرب، ولا فرق بين المتدين وغير المتدين في هذا المجال، قد تقولون لي إن الكثيرين من العرب يكرهون الإيرانيين أيضاً، هذا صحيح.. لكن يبدو أننا كإيرانيين لم ننس بعد هزيمتنا التاريخية أمام العرب، ولم ننس القادسية بعد مرور 1400 عام عليها، فنخفي في أعماقنا ضغينة وحقداً دفينين تجاه العرب، وكأنها نار تحت الرماد قد تتحول إلى لهيب كلما سنحت لها الفرصة".
وأضاف زيبا كلام: "الشعب الإيراني أكثر تطرفاً وسخافة في النزعة العنصرية تجاه العرب، فقبل عامين عندما عبّرت الإمارات عن موقفها من الجزر الثلاث ومن تسمية الخليج الفارسي احتشد على إثر ذلك عدد من الناس أمام سفارة الإمارات العربية المتحدة، وكافة الشعارات التي كانوا يطلقونها لم تكن سياسية بل كانت استعلائية عنصرية.
ويعتبر زيبا كلام من أكثر المحللين جرأة في الشؤون الإيرانية، خاصة فيما يتعلق برصد هفوات وأخطاء اليمين المتشدد، وهو مقرّب من رفسنجاني رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام، ومن أشد المؤيدين لمواقف وسياسات روحاني الداخلية والخارجية.
وحول قرار محكمة الثورة، كتب زيبا كلام على صفحته على فيسبوك أنه "طعن بالقرار القاضي بسجنه 18 شهراً، وأنه ينتظر قرار محكمة الاستئناف".
https://www.alarabiya.net/