منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - تصحيح مقالات الفلسفة شعبة اداب و فلسفة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-06-08, 20:14   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
سهام-19
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

المقدمة: لكل واحد منا جملة من الأفكار والتصورات والمشاعر في ذاته،وهو في حاجة إلى التعبير عنها بغية التكيف مع المواقف التي يواجهها، وهذا التعبير لا يتم إلا في شكل لغة ،والشائع أننا غالبا ما نستعمل لغة الألفاظ والكلمات.و لازالت الدراسات تبحث عن العلاقة الموجودة بين اللفظ و معناه وفي هذه النقطة التي أفاضت قطر الكأس حيث ذهب بعض الفلاسفة و المفكرين الى القول ان العلاقة هي علاقة (طبيعية) ضرورية لكي يستطيع الانسان التواصل مع المجتمع. أما البعض الاخر ذهب الى القول أنها علاقة اعتباطية اصطلاحية فمن خلال هذين الرأيين يثير فضولنا الى طرح التساؤل حول طبيعة العلاقة بين اللفظ و معناه هل هي رابطة ضرورية منبعها محاكاة الطبيعة؟ أم أنها اصطلاحية توافقية؟

الرأي01; يرى انصار هذه الاطروحة و من بينهم أميل بنفينست عالم اللسانيات الفرنسي يرى في كتابه -مشاكل اللسانيات العامة- ان العلاقة بين الدال والمدلول هي علاقة ضرورية و ذاتية يستحيل الفصل بينهما

الدليل على ذلك ان العلامة اللسانية بنية موحدة يتحد فيها الدال والمدلول فاذا فقد هذا الاتحاد العلامة فقدت خاصيتها .لان كل لفظ لفظ يدل على معنى و يستحضرها في الذهن فمثلا عند ذكر لفظ الثور يستحضر في أذهاننا ذلك الحيوان العشبي القوي و لا يستحصر صورة حيوان أخر و أيضا ما سميت مسطرة الا لانها تسطر والمحفظة لانها تحفظ والسيالة لانها تترك سائلا....لان كل لفظ له معناه الخاص الذي يحتاج الى التعبير عنه فالمعروف أن الانسان يتكيف مع الواقع الذي يعيش فيه باللغة لانها الشرط الاساسي للتعبير عن تفكير الانسان وتعبير عما يجول في خاطره من مشاعر وافكار ولهذا وجوب وجود الفاظ مناسبة
وايضا انه عندما بدأ الانسان التواصل قلد كل ما يوجد في الطبيعة من أصوات و رموز وأشكال و صورا...الخ وهذا ماأكده أفلاطون في رأييه ان العلاقة بين الدال والمدلول هي علاقة تطابقية و تلازمية لان كما أكدنا سابقا أن اللغة عند الانسان مستمدة من الطبيعة نتيجة تقليده لما هو موجود فيها ونلاحط ان اللغة مستمدة من الطبيعة نتيجة تقليد الاصوات كزئير الاسد.هديل الحمام . حفيف الاوراق... فكلها مشتقة من الطبيعة وتحمل دلالة واحدة.

النقد: هذا الرأي نسبي مبالغ فيه حيث أنه لم يسلم من الانتقدات فلو كانت اللغة خاصية انسانية لكانت واحدة عند جميع الناس وكانت ضيقة ولكن من الملاحظ أنها واسعة ومتجددة فكل لفظ واحد له عدة معاني فمثلا المغرب فمن جهة هو يدل على وقت الصلاة ومن جهة اخرى يدل على بلد عربي ومسلم وايضا عادل يدل على العدل والانصاف ومن جهة يدل على اسم علم..ومن هنا من مستحيل ان تكون العلاقة بين الدال والمدلول ضرورية بل هي تواضعية اصطلاحية ومتغيرة من قول الى اخر ومتطورة بتطور المجتمعات


الرأي02: يرى أنصار هذا الاتجاه ان العلاقة بين الدال والمدلول علاقة توافقية واصطلاحية ومن زعماء هذا الموقف كل من المدرسة اللسانية المعاصرة ودوسوسير وأرنست كاسير الذين يرون ويعتبرون أن العلاقة بين اللفظ ومعناه هيا علاقة اعتباطية تواضعية بحيث تستطيع اي جماعة ان تحدد معنى اللفظ بطريقة سهلة توافقية

والدليل على ذلك حجة دوسوسير الذي قدمها لنا بخصوص لفظ أخت- ا خ ت- يرى ان هدذ الكلمة ليست لها اطلاقا علاقة كلفظ او كنية صوتية لانها تختلف باختلاف الشعوب والمجتمعات فمثلا باللغة الفرنسية soeur واللغة الانجليزية sister ولهذا تبين لنا انا كل لفظ له عدة معاني مختلفة والمثال اخر على ذلك ما سمي قمرا كان من الممكن ان يسمى شمسا و لكننا سميناه قمرا بحكم العادة لا غير...
أما الدليل القاطع الذي يبين لنا ان الالفاظ لها معاني مختلفة هي كلمات مثل البحر واليم...القط والهر.

ويقول في هذا الصدد أرنست كاسير أن الكلام الموجود ليس له علاقة اطلاقا بالواقع المادي بل هو عكس المعاني والالفاظ الذي ليس له واقع مادي فالفكر و الالفاظ والعقل متنوع تتنوع به المعاني.


النقد: هذا الرأي لم يسلم من النقد حيث انهم بالغوا كثيرا لان تاريخ اللغة كانت بدايتها مستمدة من الطبيعة فمثلا كلمة احصاء مشتقة من كملة حصى و أيضا كلمات اخرى تحمل نفس الدلالة كمواء القط وهديل الحمام دون نسيان الفاظ .بيولوجيا .فيزلوجيا.سيكولوجيا فكلها مستوحة من نفس المعنى ومشتقة من نفس اللفظ وكتعبير اخر في مجال طبيعة الحكم قد تكون ديمقراطية ديكتاتورية الليبرالية....الخ
وهذا نفس الشيء في اللغة اللاتينية ومن هنا فاننا يستحيل ان نقول ان العلاقة اعتباطية بل هيا تطابقية لزومية وضرورية في أن واحد ولا يمكن للانسان ان يستغني عنها بشكل من الاشكال

التركيب :وكتوفيق بين الأطروحتين ،مادام الإنسان يحيا في وسط مادي ومعنوي،معنى هذا أن الألفاظ منها ما هو محاكاة للطبيعة ،ومنها ما كان توافقا واصطلاحا بين بني البشر،ومنها ما يتجاوزهما معا، ولعل هذا ما قصدته الآية الكريمةوعلم آدم الأسماء كلها.. )

الخاتمة:من خلال هذه الاطروحة نستخلص انها صحيحة و يمكن العمل بها لان كلتا الحالتين يعبران على واقع الانسان ففي حياتنا الواقعية نحتاج الى الالفاظ والكلمات قد تكون مستوحاة من الطبيعة او قد تكون من اختراع المجتمع للتعبير عن حاجيات الخاصة ولهذا نقول انهما متكاملان لبعضهما البعض ومتلاحمان اذ تأثر عنصر واحد منها تتأثر الاخرى ايضا ولانه في عصرنا هذا ومع تطور الامم وتنوع الالفاظ و الكلمات وكثرة المعاني يحتاج اليها الفرد في كل شيء










رد مع اقتباس