[خالدي لعرج]

توجه سيدي علي بن يحيبن راشد غربا مع الوفود التي كانت تأتى الى فاس من كل حدب وصوب من اجل الدراسة العلوم الشرعية كانت رغبته في طلب العلم كبيرة التحق باحدى المدراس المنتشرة بفاس التي عرفت في عهد المريين احدى عهودها

الذهبية فقد عرفت المنطقة انتشارا كبيرا لهذه المدارس فكانت اول المدارس اسسها يعقوب بن عبد الحق المريني بفاس سنة 674 هجرية، كما ذهب إلى ذلك ابن مرزوق وكابن عذاري ومحمد ابن عمر ابن رشيد السبتي وأبو الحسن علي بن ابي زرع الفاسي ولسان الدين بن الخطيب وعبد الرحمن بن خلدون

اما مدارس فاس التي كان لها الصيت الأكبر فهي مدارس الحلفاويين ثم تلتها المدرسة المرينية التي بناها السلطان أبو سعيد عام 721هـ/1321م لتتلوها مدارس الصهريج والعطارين والقرويين والمدينة البيضاء والمصباحية والوادي والمدرسة البوعنانية كان لابد ان نشير بمزيد من تسليط النورعلى هذه المدارس واتجاهاتها المذهبية والتي من خلالها نتعرف على التوجه المذهبي لسيدي علي بن يحي الذي كان من رواد احدى هذه المدارس

لقد كانت المقاصد الأصلية التي قد يكون خطط لها المرينيون تكمن في نشر تعاليم المذهب المالكي عبر هذه المدارس باعتبارها مؤسسات سنية وذلك مسايرة لركب هذا المذهب الصاعد بالبلاد الأفريقية بعد سقوط الخلافة السنية بالشرق الإسلامي

لقد انشأ المرينيون مؤسسات خاصة، يجد فيها الراغبون في العلم من وخارج فاس السكنى والطعام والغذاء الفكري، فكانت فكرة بناء المدارس تشتمل على عدة حجرات يبيت في الطلبة، وقاعات للدرس، ومرافق صحة، وقاعة يؤدي فيها الطلبة فرائضهم الدينية، وقد أنشئت اثنتان من هذه المدارس كمساجد جعلت لهما صومعتان كان المؤذن يدعو منهما للصلاة سكان الحي من طلاب المؤسسة الداخليين في آن واحد هما مدرسة الصفارين ومدرسة البوعنانية، وقد أشار الى ذالك الهادي التازي في كتابه" جامع القرويين"

لم يذكر التاريخ شيئا عن المدرسة التي كان يرتادها سيدي علي بن يحي الا ان استاذه سيدي سليمان كان احد مشايخ في احدى هذه المدارس والذي اشرف على تلقينه العلوم وكما اوردنا سلفا و في ظل غياب الوثيقة والمراجع التي تسلط الضوء على شخصية مثل سيدي علي بن يحي وتواجده بفاس فان الرويات تبقى المصدر الوحيد للمعلومة بالرغم من ان فاس يعتبر جغرافيا احدى المراكز الرئيسية للاشعاع العلمي والتاريخي فان المؤرخين القدماء الذين كانوا يدونون الاحداث ارتبطوا رسميا او عاطفيا في كتاباتهم بالملوك والشخصيات الدينية والعلمية والشيخ سليمان كان من ضمن هذه الشخصيات الدينية والعلمية الذين يشكلون في نظرهم محور الاحداث مما يطرح علامات استفهام كبيرة جدا والامرالذي يجعل من هذا السؤال اكثر الحاحا ان الشيخ سليمان الذي هو من الاشراف السنوسيين بالإضافة الى علاقته التعليمية التي تربطه بسيدي علي بن يحي فانه ارتبط بعلاقة نسب جمعته بسيدي علي بن يحي الذي زوجه احدى بنات

يتبع ان شاء الله تعالى