كثير راهنوا على خسارته، وكثير تآمروا من أجل الإطاحة به، وكثير استعدوا بالمقالات المدبجة التي تكشف أسرار سقوطه، وكثير تهيئوا للشماتة به عبر الفضائيات العربية والصهيونية والأمريكية، وكثير أيضًا تجهزوا للانقضاض على نجاحاته الاقتصادية والاجتماعية، ولكن كل هؤلاء خاب سعيهم وطاش رميهم وأفشل الله مؤامراتهم. فمرة أخرى يثبت أردوجان أنه أكثر الساسة الأتراك والمسلمين اقتدارًا وحنكة ومهارة، فعلى الرغم من كونها انتخابات بلدية ولا ترقى لأهمية ومستوى الانتخابات البرلمانية، إلا إنها كانت بمثابة المنعطف الخطير في مصير أردوجان وحزبه العدالة والتنمية، وتجربته السياسية التي تشيطنت بسبب المكائد والمؤامرات الداخلية والخارجية، بعد أن كانت نموذجًا يضرب به الأمثال في النجاح والنزاهة وطهارة اليد.