منذ مدة وانا أتابع باهتمام سيرورة الاحداث في قطاع التربية من خلال منتديات الانترنيت والتصريحات الاعلامية من هنا وهناك, وكنت كتبت موضوعا (
بعد صدور محضر unpef والوزارة وهو الذي أسميته بــ" المحضر المعجزة " وهو فعلا معجزة حقيقية فيما احتواه وطرحه من أفكار لأنها أقرب للأماني والاحلام منها الى الحقائق, ان لم أقل هي وهم أو سراب؟؟ وأذكر اني ختمت موضوعي بخلاصة مفادها " أن محضر نقابةunpef مع وزارة التربية الوطنية بتاريخ 20 نوفمبر 2013 ما هو إلا تفسير مشوه وترجمة غير صادقة ودقيقة للمحضر المشترك بين وزارة التربية والمديرية العامة للوظيفة العمومية بتاريخ 09 ماي 2013. وأتمنى أن أكون على خطأ هذه المرة ويدمج أساتذة التعليم الأساسي كمكونين ورئيسيين"
وللأسف ليس كل ما يتمناه المرء يدركه, وقد ظهر ان تحليلي لم يكن خاطئا كله فتكتل الوزارة والنقابة قام ببيع الوهم والسراب لعمال التربية وقد استفاقوا بعد 31 ديسمبر 2013 على لا شيء وما يتم حاليا في بعض مديريات التربية ما هو الا تصحيح وتسوية لبعض الوضعيات العالقة في الادماج وفق ما ورد في محضر الوزارة والوظيف العمومي بتاريخ 09 ماي 2013 ولا علاقة له بإضراب نقابة unpef وما نجم عنه. وقد تفضل أخينا لزرق مشكورا بشرح واف و مستفيض لمراسلة الوظيف العمومي المتعلقة بالموضوع.
وقد بدأ البعض من الان يطبل ويسخن البندير لإضراب يزعمون أن نقابة الاونباف ستشنه بعد العودة من اجازة الشتاء, وهو أمر متوقع على اعتبار أن نقابة unpef وضعت بيضها في سلة واحدة, وقد تبارى قياديوها خلال الايام الفارطة من شهر ديسمبر للتبشير بالإدماج في رتبة المكون والرئيسي للطورين الابتدائي والمتوسط, وشرحوا بالتفصيل الممل كيفيات الادماج وذهب البعض الى ان قوائم الادماج لدى مصالح الوظيف العمومي وتم ايهامنا بأن الوزارة وافقت على كل مطالب النقابة وأن هذا نصر مؤزر مؤيد ببرهان من الله وكل من يشكك فيه فقد ارتد وكفر, وازدادت نشوة البعض بعيد اصدار وزارة التربية لمراسلة تمنع استعمال كلمة الموسع في أي محضر رسمي بين مدراء التربية ونقابة الكناباست وهو ما يعني فيما يعنيه تحييد الكناباست وابعادها عن تبني انشغالات المعلمين واساتذة المتوسط والابتدائي و الدفاع عنهم بمعنى أيها الايلون للزوال ويا اساتذة المتوسط والابتدائي ليس لديكم الا unpef لتدافع عنكم, هي أو لا أحد؟؟
وخلاصة القول في الادماج والترقية هي كالاتي:
1- ان الادماج مرتين متتاليتين للموظف في نفس القانون أمر لا يمكن قبوله من طرف الوظيف العمومي تحت أي ظرف كان ما لم يتم تعديل القانون الاساسي لعمال التربية, وقد أصدر الوظيف العمومي تعليمات عدة من قبل في هذا الشأن, وهي تؤكد كلها بان الموظف الذي تم ادماجه وفقا لشروط وكيفيات معينة حددها القانون الاساسي لقطاعه لا يمكن أن يدمج مرة أخرى ضمن نفس الاحكام الانتقالية لذات القانون, لان الادماج هو ترقية استثنائية اجبارية وليست اختيارية تحدث مرة واحدة فقط لتسوية وضعيات الموظفين الذين كان يحكمهم قانون قديم تم تعديله بقانون جديد.
فمثلا أستاذ تعليم اساسي الذي زاول بنجاح تكوينا وفق الاتفاقية المبرمة بين وزرتي التربية والتعليم العالي تم ادماجه كأستاذ تعليم متوسط طبقا للمادة 59 من المرسوم التنفيذي 12-240, والمعلمين تم ادماجهم كأساتذة تعليم ابتدائي وفقا للمادة 47 من نفس المرسوم السابق. وهذا بغرض تسوية وضعيتهم, لذلك فبدءا من تاريخ 03 جوان 2012 يعتبرون أساتذة تعليم متوسط أو ابتدائي على الترتيب وهم قبل هذا التاريخ أقدميتهم تحتسب لهم كأساتذة اساسي ومعلمين, وهو ما لا يسمح لهم بالترقية لأي منصب اعلى الا بعد مرور 05 سنوات لذلك تم ادراج المادة 31 مكرر والتي لها مفعول سحري بحيث لا تضيع أقدميتهم السابقة و يصبح بإمكانهم الجمع بين اقدمية رتبة الادماج والرتبة الاصلية قبل الادماج للترقية لأي رتبة أعلى دون انتظار مرور 5 سنوات.
ومن جهة أخرى لا يمكن توقع حدوث ادماج ثاني لنفس الموظفين في رتبة مكون ورئيسي باحتساب اقدمية ادماجهم الحالية واقدمية رتبتهم الاصلية لسبب بسيط وهو ان ادماجهم ساري المفعول بتاريخ 03 جوان 2012 وهو تاريخ سريان المرسوم التنفيذي 12-240 المعدل للقانون الاساسي, لان أي ادماج يجب ان يكون هناك تاريخ مرجعي لاحتساب وتقدير الاقدمية المطلوبة فيه, ويجب ان يكون هذا التاريخ سابق لتاريخ صدور القانون و سريانه, فمثلا المرسوم التنفيذي 12-240 صدر بتاريخ 03 جوان 2012 والمادة 46 منه تنص على ان سريان مفعوله بدءا من تاريخ صدوره في الجريدة الرسمية والتاريخ المرجعي المعتمد في احكام الادماج هو 31-12-2012 و 03 جوان 2012 لإنهاء التكوين حسب النصوص والاحكام الواردة في نص المرسوم التنفيذي السابق ذكره, لهذا فانه لا يمكن قبول أي شهادة او وثيقة او محضر نجاح او مداولات مؤرخة بتاريخ بعد تاريخ 03 جوان 2012. على اعتبار انه بعد هذا التاريخ تكون أحكام المرسوم سارية المفعول وعليه يتحول الادماج الى ترقية عادية لا تخول لصاحبها الاستفادة من الاحكام الانتقالية للقانون والمتمثلة خاصة المادة 31 مكرر.
على هذا الاساس يمكن الجزم باستحالة ادماج ثاني لأساتذة التعليم الاساسي الذين انهوا التكوين قبل 03 جوان 2012 في رتبتي أستاذ مكون وأستاذ رئيسي ونفس الشيء للمعلمين. وذلك بسبب وجود عائقين قانونين من الصعب تجاوزهما:
العائق الاول: غياب النص القانوني الذي سيتم الادماج وفقه فالقانون الحالي لا يسمح بذلك لان الادماج الوحيد الممكن هو طبقا للمادة 60 بالنسبة للأستاذ الرئيسي و المادة 60 مكرر للأستاذ المكون في الطور المتوسط, وهو ادماج مشروط بأقدمية 10 و20 سنة اقدمية بتاريخ 31 -12-2011 وهو ما لا يتوفر في أي استاذ تعليم اساسي مدمج بتاريخ 03 جوان 2012 كأستاذ تعليم متوسط.
أما في الطور الابتدائي فالوضع أكثر تعقيدا لغياب أي نص قانوني يسمح بإدماج أساتذة الابتدائي كأساتذة رئيسيين في المرسوم التنفيذي 12-240, بينما الادماج الوحيد الممكن هو طبقا لأحكام المادة 48 مكرر والتي تسمح بإدماج فقط الاساتذة الرئيسيين في الابتدائي كأساتذة مكونون اذا استوفوا 10 سنوات اقدمية بتاريخ 31-12-2011, وهو ايضا ما لا يتوفر في أي معلم تم ادماجه كأستاذ ابتدائي بتاريخ 03 جوان 2013.
اذا الادماج الوحيد الممكن تحقيقه هو ادماج المعلمين واساتذة التعليم الاساسي الذين انهو التكوين قبل تاريخ 03 جوان 2012 بناء على محضر المداولات النجاح ومهما كان تاريخ الشهادة في رتبتي استاذ تعليم ابتدائي ومتوسط على الترتيب.
العائق الثاني: التاريخ المرجعي المعتمد في الادماج وهو 31-12-2011 بحيث لا يمكن تعديله الا بمرسوم تنفيذي ولا يمكن الترخيص فيه لأنه يتعلق بالإدماج وليس لاجتياز امتحان مهني لان الترخيص لا يكون الا من اجل اجتياز امتحان مهني والتراخيص الاستثنائية التي يصدرها الوظيف العمومي – وليس وزارة التربية – تهدف لحل مشكلة ليس لها حل ضمن القوانين السارية المفعول وتكون لاجتياز امتحان مهني او تسوية مشكلة محددة لسلك او عدة اسلاك لكن الاهم ان لا يلحق الضرر والاجحاف بباقي الاسلاك الاخرى تعاني من نفس المشكل.
فمثلا لو تم الترخيص لإدماج الاساتذة والمعلمين في رتب مكون ورئيسي لحل مشكلة الايلين للزوال فيجب ان يكون الحل شاملا لكل الموظفين الذين يشتغلون على المناصب الآيلة للزوال وهم حوالي 07 أصناف ولا يجب ان يقتصر فقط على اسلاك التدريس.
والخلاصة أنه سيتم تطبيق كل البنود الواردة في محضر نقابة unpef والوزارة والتي تتوافق مع البنود الواردة في محضر اتفاق وزارة التربية والوظيف العمومي بتاريخ 09 ماي 2013, وسيتم رفض كل النقاط الاخرى, وهو ما يعني ان توقيف unpef لإضرابها بعد توقيعها لمحضر اتفاق مع وزارة التربية تحوم حوله الشكوك ويسوده الكثير من الغموض, ما دام أن هذا المحضر ما هو الا نسخة معدلة ومشوهة لمحضر اتفاق الوزارة مع الوظيف العمومي قبل 06 أشهر وما يؤكد ذا الطرح أن نقابة unpef بعد أن نشرت المحضرين السالفي الذكر على موقعها الالكتروني سارعت بعد عدة ايام الى سحب محضر الوزارة زع الوظيف العمومي والابقاء على محضر النقابة مع الوزارة فقط وهي لفتة واضحة لان الذي يقارن بين المحضرين رغم التباعد الزمني بينهما يستنتج انهما نسختين متطابقتين تقريبا في مضامينهما, وعليه فان عمال التربية يدفعون مرة أخرى ثمن غياب استراتيجية واضحة للتفاوض من طرف قيادة unpef و يتحملون رغما عنهم أخطاء النقابات التراكمية لطريقة معالجة مشاكل ومطالب العمال وكل هذا ناتج أساسا من الطلاق الذي حصل بين الكناباست والاونباف وهو طلاق غير رجعي فالخلافات النقابية تجذرت وتعمقت وأضحى كل يغني على ليلاه ولسان حاله يقول: "وحدي نضوي البلاد " ... "وحدي نضوي البلاد " والنتيجة أن القاعدة فقدت الثقة في القمة وما أخشاه أن يفقد البعض الثقة في العمل النقابي برمته وعندها لن تجد نقابة واحدة تجرؤ على اعلان اضراب في القطاع لأنها ستصاب بخيبة أمل للاستجابة الضعيفة, ولان القاعدة تعلم ان اي اضراب ينتهي بمفاوضات ومحضر اتفاق فان كانت الوزارة لا تلتزم باتفاقاتها والنقابة لا تحسن التفاوض فالنتيجة معروفة مسبقا والسيناريو سيتكرر عدة مرات:
1- اجتماع المجلس الوطني في جلسة طارئة....
2- بيان قوي ...وعد ووعيد وتهديد ...
3- اشعار بإضراب مزلزل ...
4- اضراب ليوم او عدة ايام او تجميده الاضراب قبل الشروع فيه...
5- مفاوضات مارطونية.. وتسريبات.. وشائعات
6- محضر اتفاق مع الوزارة ... تجميد الاضراب
7- تهاليل ... بشائر ... تحققت المطالب ونتائج باهرة وانجازات خرافية تحققت..
8- بعد عدة اسابيع .... تظهر تفاصيل الاتفاق والشيطان يكمن في التفاصيل ... امتعاض ... ترقب ... غضب ... بيانات شديدة اللهجة ... مهلة للوزارة لتطبيق الاتفاق ...اختبارات الفصل الدراسي الثاني
9- عطلة سعيدة وكل عام وانتم بخير ...نزل الستار ...الفصل الثاني انتهى - رفع الستار...بداية فصل جديد ومسرحية جديدة...
منقول عن العابد الكنتي