هل يمكن أن تنقرض اللغة العربية؟ سؤال قد يبدو مستفزا لكنه مطروح في ظل تقارير اليونسكو التي تؤكد أن هناك مئات اللغات المهددة بالانقراض (من ضمنها العربية الفصحى). وقد قيل أنها ستصبح لغة صلاة وقراءة قرآن فقط. وقد لا نتعجب من هذا التنبؤ ونحن نرى الفصحى تتخبط ألماً بين لغة المستعمر والعامية المحلية، وخصوصا عندما أصبحت العامية مكتوبة في المجلات والجرائد، في حين أضحت الفصحى غريبة ومهمشة في عقر دارها.. فمن ذا الذي يكتب بالعربية اليوم؟ ومن ذا الذي يستطيع تركيب جملة واحدة سليمة اليوم؟ ومن ذا الذي يخجل من ضعفه في العربية؟ بل بالعكس أصبحنا نعلنها جهرا (ماعنديش مع العربية) فهل هناك ألماني مثلا يقول (ماعنديش مع الألمانية)؟ وإذا قالها فتلك بداية لموت اللغة. إذا فمسألة الانقراض فعلا واردة والحل ليس في استنكار تنبؤ اليونسكو هذا ولكن بالبدئ فعلا باستعمال هذه اللغة أو على الأقل التكفل شخصيا بتعليمها وتحبيبها لأولادنا، وعدم ترك المسؤولية للمدرسة فقط، لأن تعليم العربية في مدارسنا فاشل.. أحس فعلا بأننا سنستقبل عصرا نندم فيه على ضياع لغتنا في وقت لا ينفع الندم.