سلام الله عليك .. حيّاك الله وبيّاك.. أولا أشكرك على الموضوع.. ثانيا : أجيب على استطلاعك أو بالأحرى سؤالك .. لكن قبل ذلك دعيني أذكّرك والسادة القارئين أنه لا يوجد شيء مطلق في هذا الوجود فكل شيء هو نسبي .. لكننا دائما نحكم على الشيء بناء على النسبة الغالبة فيه ..فمثلا إذا كان هناك شيء معين نريد الحكم عليه احسن هو أم قبيح؟؟ فإننا سنبحث أولا أيهما الغالب عليه، الحسن أم القبح؟؟ وبناء على ذلك يكون الحكم النهائي .. والقاعدة العامة بالنسبة لموضوع الصفات والأخلاق هي أنّ كل خلق حميد هو موجود بين صفتين أو خلقين ذميمين ومثال ذلك خلق الشجاعة يوجد بين الجبن والتهور وكذلك خلق الكرم هو محصور بين الشح والتبذير وقس على ذلك الكثير والكثير .. ودعيني أقول أيضا أن هذا الكلام ليس قاعدة مطلقة، فهو كذلك نسبي إلى حد ما. أعود الآن إلى خلق العفوية أحسن هو أم قبيح؟؟ .. من خلال التقديم الذي ذكرته آنفا أرى أنه خلق حميد ونبيل أيضا.. لأن غالبه حسن، فبه يظهر الناس على سجيتهم وحقيقتهم بلا تزلّف ولا تكلف كما أن خلق العفوية يظهر من خلاله خلق الصدق في القول والعمل بعيدا عن نفاق المعاملة والمداهنة والتملق.. هذا من جهة ومن جهة أخرى فخلق العفوية كغيره من الصفات والأخلاق لا يخلو من عيب خاصة إذا أفرط في استعماله بلا حدّ ولا قيد و أضرب على ذلك مثلا لتقريب الفهم نحن نقول بالعامية إلّي في قلبو على راس لسانو، كإشارة واضحة إلى خلق العفوية لكن هذه المقولة تحدها مقولة أخرى لعبد الرحمن المجذوب يقول فيها: لا تسرّج حتى تلّجم واعقد عقدة صحيحة .. لا تتكلم حتى تخمم لا تعودلك فضيحة.
أتمنى أن لا أكون قد أطلت.. مرة أخرى شكرا جزيلا لك لأنك في كل مرة تعطيني الفرصة لأسترسل في الحديث دونما نقد أو انتقاد . بوركت.