منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - أريد معرفة تاريخ الجزائر
عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-08-28, 22:16   رقم المشاركة : 50
معلومات العضو
~~ أغيلاس ~~
عضو متألق
 
الصورة الرمزية ~~ أغيلاس ~~
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة kheiro didine مشاهدة المشاركة
اها اذا كانت احصائيات من راسك اسمحلي ما نقدرش نرد وليست طريقة علمية
حتى لو ركب الاعرابي في bmw و ترك الجمل يبقى اعرابي
والقران عندما ذكر الاعراب يعني راح يبقاو الى الابد لان القران ساري في كل زمان
أبدا؛

الأعرابي إذا سكن المدينة زمنا تزول عنه صفات الاعراب و يصير مدنيا لاكتسابه أخلاق أهل المدن، و من عاشر قوما أربعين يوما فهو منهم،
اقتباس:
يُحكى أنّ الشاعر البدوي علي بن الجهم، الذي عاش كل فترة طفولته وشبابه في الصحراء، حيث أنّ الحياة الجافة الصعبة قد أثرت على ألفاظه مع أنه كان رشيق المعاني، لطيف المقاصد، يُحكى أنه قد ضاقت به الحال يوماً فجاء إلى الخليفة العباسي المتوكل لينشده الشعر طامعاً بعطاياه، فاستهل قصيدته في مدح المتوكل بقوله:

أنت كالكلب في حفاظك للوُدّ -- وكالتيس ِ في قراع الخطوب ِ
أنت كالدلو لا عدمناك دلواً -- من كبار الدّلا كثير الذَّنوب
(الذنوب بفتح الذال معناها الكثير السيلان بسبب امتلائه)


فثار عليه الحاجب والوزير والخدم يضربونه ويريدون إسكاته فلا يكمل قصيدته، ولكن الخليفة المتوكل -وقد عرف قوة ابن الجهم الشعرية- عرف وفهم أن قسوة الألفاظ تسيطر عليه بحكم البيئة التي عاشها وأن هذه التشبيهات هي من نتاج انطباعاته البيئية.

ثم إن الخليفة المتوكل أمر بأن يتم إسكان علي بن الجهم في بيت وسط بستان في الرصافة على شاطئ دجلة عند جسر بغداد. وكانت تلك المنطقة خضراء يانعة فيها أسواق وخضرة ونساء وجمال، وقال لرجاله: أرجعوه إليّ بعد شهر ليعرض بضاعته، وفعلاً بعد شهر جيء بعلي بن الجهم هذا إلى جلسة المتوكل وحوله الأدباء والشعراء وقال له: أنشدنا، فقال علي بن الجهم قصيدة رائعة قال فيها وعنها الشعراء (لو لم تكن لديه إلا هي لكانت تكفيه أن يكون أشعر الناس)، والتي قال فيها :


عيون المها بين الرصافة والجسر .......... جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري
خليلي ما أحلى الهوى وأمره
.......... أعرفني بالحلو منه وبالمرَّ !
كفى بالهوى شغلاً وبالشيب زاجراً
.......... لو أن الهوى مما ينهنه بالزجر
بما بيننا من حرمة هل علمتما
.......... أرق من الشكوى وأقسى من الهجر ؟
و أفضح من عين المحب لسّره
.......... ولا سيما إن طلقت دمعة تجري
وإن أنست للأشياء لا أنسى قولها
.......... جارتها : ما أولع الحب بالحر
فقالت لها الأخرى : فما لصديقنا
.......... معنى وهل في قتله لك من عذر ؟
صليه لعل الوصل يحييه وأعلمي
.......... بأن أسير الحب في أعظم الأسر
فقالت أذود الناس عنه وقلما
.......... يطيب الهوى إلا لمنهتك الستر
و ايقنتا أن قد سمعت فقالتا
.......... من الطارق المصغي إلينا وما ندري
فقلت فتى إن شئتما كتم الهوى
.......... وإلا فخلاع الأعنة والغدر

الى اخر القصيدة التي راح فيها يتغزل بحبيبته في مشهد شعري إبداعي أدهش الجميع، إذ كيف لمن كان يشبه الخليفة بالكلب والدلو أن يأتي بهذا الكلام فائق الروعة والرقة؟! حتى أن الخليفة المتوكل قال: "إني أخشى عليه أن يذوب رقة ً" .
وهكذا هي البيئة إذن، لها أثرٌ ومقال .









رد مع اقتباس